IPCC Fourth Assessment Report: Climate Change 2007
تقرير الفريق العامل الأول ‎‎‎-- قاعدة العلوم الفيزيائية

٢.٢ الأهباء الجوية

يقاس اليوم تأثير الهباء الجوي الإشعاعي المباشر أفضل من ذي قبل, ما يشكّل تقدماً هاماً في الفهم منذ تقرير التقييم الثالث, حيث كان لعدة عناصر مستوى متدنٍّ جداً من الفهم العلمي. يمكن اليوم إعطاء إجمالي قيمة التأثير الإشعاعي المباشر للأهباء الجوية على جميع أنواعه للمرة الأولى -٠.٥ ± ٠.٤ واط للمتر المربع الواحد, مع مستوى متوسط- متدنٍٍّ من الفهم العلمي. لقد تحسنت نماذج الغلاف الجوي, ويحوي العديد منها جميع عناصر الأهباء الجوية الهامة. إن ما بين أنواع الأهباء الجوية عدة إختلافات على مستوى خصائصها التي تؤثر على امتصاصها الإشعاع أو تبديدها إياه. لذلك، يمكن أن يكون لأنواع الهباء الجوي المختلفة تأثير تدفئة أو تبريد. يمكن ملاحظة الأهباء الصناعي الذي يتألف من مزيج من الكبريتات والكربون العضوي والأسود والنيترات والغبار الصناعي فوق عدة مناطق قارية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. أصبح اليوم ممكناً التأكد من محاكاة نماذج الهباء الجوي في العالم بفضل القياسات المطورة على المواقع وقياسات الأقمار الصناعية وتلك المعتمدة على السطح (انظر الملخّص الفني، الرسم ٤). تسمح هذه التحسينات بقياس إجمالي تأثير الأهباء الإشعاعي المباشر للمرة الأولى, وهو تقدّم هام منذ تقرير التقييم الثالث. يبقى التأثير الإشعاعي المباشر للأنواع الفردية أقل توكيداً ومن المقدر من النماذج أن يبلغ - ٠.٤ ± ٠.٢ واط للمتر المربع الواحد للكبريتات, - ٠.٠٥ ± ٠.٠٥ واط للمتر المربع الواحد للكربون العضوي من الوقود الأحفوري, + ٠.٢ ± ٠.١٥ واط للمتر المربع الواحد لكربون الوقود الأحفوري الأسود, + ٠.٠٣ ± ٠.١٢ واط للمتر المربع الواحد لإحراق الكتلة الحيوية, - ٠.١ ± ٠.١ واط للمتر المربع الواحد للنترات, و – ٠.١ ± ٠.٢ واط للمتر المربع الواحد للغبار المعدني. تؤكد دراستان حديثتان تتناولان حصيلة الإنبعاثات على بيانات العيّنات الجليدية وتشيران إلى أن إنبعاثات الكبريتات البشرية المنشأ في العالم تراجعت بين العامين ١٩٨٠ و٢٠٠٠ وأن التوزيع الجغرافي لتأثير الكبريتات قد تغيّر أيضاً. {٢.٤, ٦.٦}

حدثت تغيّرات هامة في تقديرات التأثير الإشعاعي المباشر الناتج عن إحراق الكتلة الحيوية, والنترات, وأهباء الغبار المعدني منذ تقرير التقييم الثالث. في ما يخص أهباء الجوية إحراق الكتلة الحيوية, يخضع التأثير الإشعاعي المباشر المقدّر للمراجعة بعدما كان سلبياً وأصبح اليوم قريباً من الصفر, إذ أن التقدير خاضع لتأثير وجود الأهباء الجوية فوق السحاب. للمرة الأولى, يعطى التأثير الإشعاعي الناتج عن أهباء النيترات. في ما يخص الغبار المعدني, إنخفض نطاق التأثير الإشعاعي المباشر بسبب تخفيض في تقدير النسبة البشرية المنشأ. {٢.٤}

تؤدي تأثيرات الهباء الجوي البشري المنشأ على سحاب الماء إلى تأثير بياض السحاب غير المباشر (الذي سُمّي بالتأثير غير المباشر الأول في تقرير التقييم الثالث), وللمرة الأولى أُعطي أفضل تقدير وهو-٠.٧ [من -٠.٣ إلى -١.٨] واط للمتر المربع الواحد. إزداد عدد التقديرات النموذجية العالمية لتأثير البياض في سحاب الماء السائل بشكل كبير منذ تقرير التقييم الثالث, وتم تقييم التقديرات بدقة أكبر. يتأتى تقدير التأثير الإشعاعي هذا من عدة دراسات نموذجية تتضمن عدداً أكبر من أنواع الهباء وتصف عمليات التفاعل ما بين الهباء والسحاب بتفاصيل أكثر. إن الدراسات النموذجية التي تتضمن أنواع هباء الجوي إضافية أو التي تقيّدها مشاهدات الأقمار الصناعية تجد تأثير بياض السحاب أضعف نسبياً. على الرغم من التطورات والتقدّم منذ تقرير التقييم الثالث والإنخفاض في إنتشار تقدير التأثير الإشعاعي, تبقى عدة أوجه عدم يقين كبيرة في قياسات العينات ووضع نماذجها, ما يؤدي إلى مستوى متدنٍٍّّ من الفهم العلمي, وهو تقدّم بعدما كان المستوى متدنٍٍّّ جداً في تقرير التقييم الثالث. {٢.٤, ٧.٥, ٩.٢}

من التأثيرات الأخرى للهباء الجوي، تأثير عمر السحاب وتأثير شبه مباشر وتفاعلات ما بين الهباء الجوي والسحب الجليدية. تعتبر هذه جزءاً من إستجابة المناخ وليس تأثيرات إشعاعية. {٢.٤, ٧.٥}

إجمالي العمق البصري للأهباء

الرسم 4

الرسم ٤. (أعلى) إجمالي العمق البشري للأهباء الجوية (بسبب الأهباء الطبيعية والبشرية المنشأ) على طول موجة شبه منظورة تحدده قياسات الأقمار الصناعية من كانون الأول / يناير إلى آذار / مارس ٢٠٠١ و(أدناه) من آب / أغسطس إلى تشرين الأول / أكتوبر, تعبيراً عن التغيّرات الموسمية في الأهباء الصناعية وتلك الناتجة عن إحراق الكتلة الإحيائية. إن البيانات مستقاة من قياسات الأقمار الصناعية, بالإضافة إلى نوعين من القياسات من الأرض في مواقع ظاهرة في الرسمين. (انظر القسم ٢.٤.٢ للتفاصيل) {الرسم ٢.١١}