تمهيد
تقدم مساهمة الفريق العامل الأول في تقرير التقييم الرابع التابع للفريق الحكومي الدولي المعني بتغيّر المناخ، تقييماً شاملاً للعلم الفيزيائي الخاص بتغيّر المناخ كما توسّع آفاق هذا العلم بالإعتماد على تقييمات الفريق العامل الأول السابقة. وترتكز النتائج المقدمة هنا على مؤلفات علمية شاملة أصبحت متوفرة منذ إتمام تقرير التقييم الثالث العائد إلى الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيّر المناخ، فضلاً عن مجموعة البيانات المنتشرة والتحليلات الجديدة وقدرات نماذج مناخية أكثر تطورا.
وتم إعداد هذا التقرير وفقا للقوانين والإجراءات التي وضعها الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيّر المناخ والمستخدمة في تقارير التقييم السابقة. وتمت الموافقة على تصميم التقرير في جلسة الفريق الحادية والعشرين التي عقدت في شهر تشرين الثاني / نوفمبر ٢٠٠٣ كما تمت الموافقة على المؤلفين الرئيسيين في جلسة مكتب الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيّر المناخ الواحدة والثلاثين التي عقدت في شهر نيسان / أبريل ٢٠٠٤. كما خضعت المسودات التي أعدها المؤلفون إلى جولتين من إعادة النظر والمراجعة حيث كتب أكثر من ٣٠٠٠٠ تعليق قدمه أكثر من ٦٥٠ خبيرا فضلاً عن الحكومات والمنظمات الدولية. وتأكد المحررون المراجعون في كل فصل من الفصول من أنه تم أخذ جميع تعليقات الحكومات المستقلة والخبراء بعين الإعتبار. وتم التصديق على ملخص صانعي السياسات كما تمت الموافقة على الفصول الأساسية في خلال الجلسة العاشرة للفريق العامل الأول التابع للفريق الحكومي الدولي المعني بتغيّر المناخ التي عقدت من ٢٩ كانون الثاني / يناير الى ١ شباط / فبراير ٢٠٠٧.
نطاق التقرير
يركّز تقرير الفريق العامل الأول على مستوى الفهم الحالي للعلم الفيزيائي الخاص بتغيّر المناخ، الذي يحتل أهمية كبرى بالنسبة إلى صانعي السياسات. ولا يحاول التقرير أن يراجع تطور الفهم العلمي أو الإحاطة بكافة جوانب علم المناخ. فضلاً عن ذلك، يعتمد هذا التقرير على مؤلف علمي مناسب تَوفّر للمؤلفين في منتصف العام ٢٠٠٦, وعلى القارئ أن يدرك أن بعض المواضيع المعالجة تخضع لتطورات إضافية سريعة.
وتبرز صورة حديثة للبحث في تغيّر المناخ وهي إتساع المراقبات المتوفرة حاليا حول مختلف مكونات النظام المناخي متضمنة الغلاف الجوي والمحيطات والكرايوسفير. وقد ساهمت المراقبات الإضافية والتحليلات الجديدة في توسيع فهمنا كما مكنت من تقليص عدد المعلومات غير الأكيدة. فضلاً عن ذلك، أدت المعلومات الجديدة إلى طرح أسئلة جديدة في بعض المجالات كالتغيّرات غير المرتقبة في الطبقات الجليدية وأثرها المحتمل على إرتفاع مستوى البحر فضلاً عن تدخّل تفاعلات معقدة بين التغيّر المناخي والكيميائي الجيولوجي الإحيائي.
ومع الأخذ بعين الإعتبار التوقعات المستقبلية لتغيّر المناخ، يخضع هذا التقرير إلى قرارات إتخذها الفريق في إطار تقرير التقييم الرابع والعملية التوافقية لإستخدام سيناريوهات الإنبعاثات التي حددها الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيّر المناخ للتنسيق بين الفرق العاملة الثلاثة. ومن ناحية ثانية، تم الإعتراف بقيمة المعلومات المتأتية من نماذج المناخ الجديدة المتعلقة بإستقرار المناخ. وبغية معالجة الموضوعين، قامت فرق تصميم نموذج المناخ بمواكبة محاكاة المناخ التي تضمنت تجارب مثالية كان تكوين الغلاف الجوي فيها مستقرا. كما تمكن هذا التقييم من أخذ عدد أكبر من المحاكاة بعين الاعتبار مقارنة مع أي تقييم سابق لتغيّر المناخ وذلك لأنه جمع نموذج المناخ والمحاكاة كما تضمن العديد من نماذج القرن العشرين والحادي والعشرين.
وقيّم كل من الفريق العامل الثاني والثالث تقييم الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيّر المناخ لآثار تغيّر المناخ ولإمكانية الإستجابة أو تفادي تأثيرات مماثلة ولم يتم التطرق إلى ذلك هنا.
وفيما يقدم تقرير الفريق العامل الأول نتائج سلسلةٍ من سيناريوهات الإنبعاثات المتناسبة مع تقارير سابقة، يقوم الفريق العامل الثالث بتحديث مجموعة مقبولة من الإنبعاثات المستقبلية.
بنية هذا التقرير
يتضمن تقييم الفريق العامل الأول، للمرة الأولى، فصلا تمهيديا فضلاً عن الفصل ١ الذي يغطي الطرق التي من خلالها تقدّم علم تغيّر المناخ، كما يقدم نظرة عامة عن الطرق المستخدمة في علم تغيّر المناخ ودور نماذج المناخ وكيفية معالجة الشكوك.
يغطي الفصلان ٢ و٧ التغيّرات في مكونات الغلاف الجوي (الغازات والهباء الجوي) التي تؤثر على توازن الطاقة الإشعاعية في الغلاف الجوي وتحدد مناخ الأرض. ويقدم الفصل ٢ نظرة بالإعتماد على التغيّر المرصود في الغلاف الجوي كما أنه يغطي المفهوم المركزي للتأثير الإشعاعي. ويكمّل الفصل ٧ ذلك من خلال مراقبة التفاعلات بين الدورات الكيميائية الإحيائية التي تؤثر على مكونات الغلاف الجوي وعلى تغيّر المناخ بما في ذلك تفاعلات السحب/الهباء الجوي.
وتغطي الفصول ٣ و٤ و٥ مجموعة كبيرة من المراقبات المتوفرة اليوم على صعيد الغلاف الجوي والسطح والثلوج والجليد والأرض الجليدية والمحيطات. وفيما تتداخل التغيّرات التي رصدت في هذه المكونات الموجودة في نظام المناخ في ما بينها من خلال العمليات الفيزيائية، تسمح الفصول الأخرى بإجراء تقييم محدد للبيانات المتوفرة وللشكوك المتعلقة بها بما في ذلك بيانات الإستشعار البعيدة من الأقمار الصناعية. ويتضمن الفصل ٥ التغيّرات المرصودة في مستوى البحر فيشير إلى الإرتباط الوثيق بينها وبين درجة حرارة مكونات المحيط.
ويقدم الفصل ٦ نظرة مناخية قديمة ويقيّم الدليل على تغيّر المناخ السابق وإلى أي مدى يتم تفسير ذلك من خلال الفهم العلمي الحالي. ويحتوي على تقييم جديد لدرجات الحرارة التي أعيد بناؤها عن ١٣٠٠ سنة الأخيرة.
ويغطي الفصل ٨ طرق محاكاة العمليات الفيزيائية المختلفة من خلال نماذج المناخ وتقييم النماذج بالإعتماد على مراقبة المناخ بما في ذلك معدله ووضعه وتقلبيته. ويغطي الفصل ٩ المسألة المتعلقة بشكل وثيق بمدى تغيّر المناخ المرصود الذي يمكن ربطه بأسباب مختلفة طبيعية وبشرية.
ويغطي الفصل ١٠ إستخدام نماذج المناخ لتوقع المناخ العالمي بما في ذلك الشكوك. كما يظهر النتائج المتعلقة بالمستويات المختلفة لغازات الدفيئة في المستقبل ويقدّم تقييماً إحتمالياً لمجموع إستجابات نظام المناخ الفيزيائي والأطر الزمنية والقصور المرتبط بإستجابات مماثلة. ويغطي الفصل ١١ التوقعات على صعيد تغيّر المناخ الإقليمي التي تتناسب والتوقعات العالمية. ويضم تقييما لإمكانية الإعتماد على النموذج على المستويات الإقليمية فضلاً عن العوامل التي من الممكن أن تؤثر على تغيّر المناخ في المستوى الإقليمي.
ويتبع كلّ من خلاصة صانعي السياسات والخلاصة التقنية لهذا التقرير بنية متوازية ويحتوي كل منهما على إحالة مرجعية إلى الفصل والقسم حيث من الممكن إيجاد المادة التي تم تلخيصها في التقرير الأساسي. فبهذه الطريقة، تسمح الخلاصات في هذا التقرير بتقديم خريطة طريق لمضمون التقرير الكامل ويُنصح أن يستخدم القارئ خلاصة صانعي السياسات والخلاصة التقنية بهذه الطريقة.
والجديد في هذا التقرير هو أنه ضم ١٩ سؤالاً عاماً يقدّم لها المؤلف إجابات علمية بطريقة مفيدة ولأغراض تعليمية. وأخيراً، تم إرفاق التقرير بـ٢٥٠ صفحة من المادة الإضافية التي تمت مراجعتها مع مسودات الفصل وهو متوفر على قرص مدمج وفي نسخ على شبكة الإنترنت لتقديم مستوى إضافيا من التفاصيل كالنتائج لنماذج المناخ الفردية.
بعض أهم الأسئلة والمسائل المعالَجة في التقرير والفصول المناسبة
السؤال | الفصول |
---|
ما هو التقدّم الذي أحرزه العلم منذ بدأت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ عملها؟ | ١ |
ماذا نعرف عن العوامل الطبيعة والعوامل من صنع الإنسان المساهِمَة في تغيّر المناخ، وعن العمليات الأساسية المشاركة؟ | ٢، ٦، ٧ |
كيفية مراقبة تغيّر المناخ خلال مرحلة إستخدام أدوات القياس. | ٣، ٤، ٥ |
ماذا يُعرف عن تغيّرات المناخ القديم، قبل حقبة إستخدام أدوات القياس، الممتدة على نطاق زمني يتراوح بين مئة ومليون سنة، وعن العمليات المسبّبة للتغيّرات؟ | ٦، ٩ |
إلى أي مدى نفهم المساهمات البشرية والطبيعية في تغيّر المناخ الأخير وإلى أي درجة يمكن محاكاة التغيّرات المناخية بواسطة النماذج؟ | ٨، ٩ |
كيف يُتوقّع أن يتغيّر المناخ عالمياً وإقليمياً؟ | ١٠،١١ |
ما هي المعلومات المتوفّرة حول التغيّرات الماضية والمُسقطة لمستوى البحار، بما في ذلك دور التغيّرات التي طرأت على الكتل والألواح الجليدية؟ | ٤،٥،٦،١٠ |
هل تتغيّر الظروف الطبيعية المتطرّفة مثل التهطال الحاد والجفاف والأمواج الحارة ولماذا؟ وكيف يمكنها أن تتغيّر في المستقبل؟ | ٣،٥،٩،١٠، ١١ |