ملاحظات مباشرة حول تغيّرات مناخية حديثة
منذ تقرير التقييم الثالث، تحسّن التقدّم في فهم كيفيّة تغيّرالمناخ في الزمان والمكان من خلال تطوّر وتوسّع عدّة بيانات ومعلومات وتحاليل، وفهم أفضل لنطاق عدم اليقين، واختلاف طرق القياس. المزيد من الملاحظات الشاملة متوفرة عن الأنهرالجليدية والغطاء الثلجي منذ الستينيات، بالإضافة إلى مستوى مياه البحر والألواح الجليدية منذ بداية العقد الماضي. غير أن جمع المعلومات لا يزال محدوداً في بعض المناطق.
الإحترار في النظام المناخي ليس موضوع إلتباس، كما هو واضح من خلال الملاحظات التي تشير إلى إرتفاع إجمالي لحرارة الجوّ والمحيط، وذوبان الثلج والجليد الواسع على رقعة جغرافية واسعة، وإرتفاع المستوى الإجمالي لمياه البحر (انظر الرسم الثالث). {٣.٢، ٤.٢، ٥.٥}
- ١١ سنة من أصل السنوات الـ١٢ الماضية (١٩٩٥-٢٠٠٦) هي من بين السنوات الـ١٢ الأكثر دفئاً في بيان حرارة سطح الأرض الاجمالية (منذ ١٨٥٠). التوجّه المستقيم الذي سُجِّل خلال السنوات المئة الماضية (من ١٩٠٦ حتى ٢٠٠٥) والذي بلغ ٠.٧٤ درجة مئوية [بين ٠.٥٦درجة مئوية و٠.٩٢درجة مئوية] هو أكبر ممّا سُجِّل بين العامين ١٩٠١ و٢٠٠٠ كما ورد في تقرير التقييم الثالث أي ٠.٦درجة مئوية [بين ٠.٤درجة مئوية و٠.٨درجة مئوية]. الإحترار الذي سُجِّل بشكلٍ مستقيم خلال السنوات الـ٥٠ الماضية (٠.١٣ درجة مئوية [بين ٠.١٠درجة مئوية و٠.١٦درجة مئوية] في العقد الواحد) هو تقريباً ضعف ما سُجِّل في السنوات المئة الماضية. الإرتفاع الإجمالي للحرارة من ١٨٥٠-١٨٩٩ حتى ٢٠٠١-٢٠٠٥ هو بنسبة ٠.٧٦ درجة مئوية [بين ٠.٥٧درجة مئوية و٠.٩٥درجة مئوية]. تأثير جزر الحرارة في المدن واقعي ولكن غير محلي، ولديه مفعول ضئيل (أقلّ من ٠.٠٠٦ درجة مئوية على سطح الأرض في العقد الواحد، وصفر على مياه المحيط). {٣.٢}
- تُظهر تحاليل جديدة للقياسات المستمدّة من التوابع الإصطناعية والبالونات الجوية لحرارة الطبقة السفلى والوسطى التروبوسفيرية مستويات إحترار شبيهة ببيانات حرارة سطح الأرض، وهي متناغمة في إطار عدم اليقين، وشبيهة بشكل كبير بالإختلاف الوارد في تقرير التقييم الثالث. {٣.٢، ٣.٤}
- إرتفع معدّل محتوى البخار في الجوّ منذ الثمانينيات فوق اليابسة والمحيط، وفي الطبقة التروبوسفيرية العليا. هذا الإرتفاع يتناغم بشكل واسع مع البخار الإضافي الذي يمكن للهواء الساخن أن يحمله.
- أظهرت الملاحظات التي دُوِّنت منذ العام ١٩٦١ أن متوسّط حرارة المحيط الاجمالية إزداد حتى عمق ٣٠٠٠ متر كحدّ أدنى، وأن المحيط يمتصّ أكثر من ٨٠ في المئة من الحرارة المضافَة إلى النظام المناخي. يسبّب إحترار مشابه إرتفاعاً في مستوى مياه البحر (انظر الرسم الأول). {٥.٢، ٥.٥}
- إنخفض مستوى الجليد والأنهر الجليديّة في المرتفعات في نصفَي الكرة الأرضيّة، وقد ساهم ذلك في إرتفاع مستوى مياه البحر (لا تضمّ الأنهرالجليديّة الألواح الثلجية في المنطقة القطبية الشمالية وغرينلاند). (انظر الجدول ١). {٤.٦، ٤.٧، ٤.٨، ٥.٥}
- وتُظهر معلومات جديدة سُجِّلت منذ تقرير التقييم الثالث أن إنخفاض مستوى الألواح الثلجية في غرينلاند والمنطقة القطبية الشمالية قد ساهم بشكل ملحوظ في إرتفاع مستوى مياه البحر بين العامين ١٩٩٣ و٢٠٠٣ (انظر الجدول ١). لقد أصبح معدّل الذوبان في غرينلاند والمنطقة القطبية الشمالية أكثر سرعةً، ما أدّى إلى تفريغ الجليد من داخل الألواح الجليدية. ولطالما كان الإرتفاع في مقدار الخسارة من الألواح الثلجية يأتي بعد تقلّص، وإنخفاض، وخسارة، في حجم الطبقات الثلجيّة أو القطع الثلجيّة العائمة. هذه الخسارة السريعة في مستوى الجليد كافية لتفسير معظم إنخفاض الحجم الصافي لغرينلاند. وقد وقع ما تبقّى من الخسارة الجليدية في غرينلاند لأن هذه الخسارة الناتجة عن الذوبان تخطّت التراكم الناتج عن تساقط الثلوج. {٤.٦، ٤.٨، ٥.٥}
- إرتفع المتوسّط الاجمالي لمستوى مياه البحر بمعدل .٨ [بين ١.٣ و٢.٣] مللتر في السنة بين العامين ١٩٦١ و٢٠٠٣. كان المعدّل أسرع بين العامين ١٩٩٣ و٢٠٠٣: حوالي ٣.١ [بين ٢.٤ و٣.٨] مللتر في السنة. من غير الواضح ما إذا كان هذا المعدّل السريع الذي سُجِّل بين العامين ١٩٩٣ و٢٠٠٣ يعكس تقلّباً يجري كل عقد، أو إرتفاعاً في التوجّه الطويل الأمد. هناك ثقة كبيرة بأن مستوى مياه البحر قد إرتفع بين القرنين التاسع عشر والعشرين. ويُقدَّر الإرتفاع الذي سُجِّل في القرن العشرين بـ ٠.١٧ [بين ٠.١٢ و٠.٢٢] متراً. {٥.٥}
- بين العامين ١٩٩٣ و٢٠٠٣، يتناغم مجموع المساهمات المناخيّة على مستوى عدم اليقين مع مجموع إرتفاع مستوى مياه البحر الذي يُلاحَظ مباشرةً (انظر الجدول ١). وتقوم هذه التقديرات على تحسُّن القياسات بالساتل وبيانات المعلومات التي أصبحت الآن متوفرة. بين العامين ١٩٦١ و٢٠٠٣، كان مجموع المساهمات المناخيّة أقلّ من إرتفاع مستوى مياه البحر الملحوظ. وقد نصّ تقرير التقييم على إختلاف مماثل بين العامين ١٩١٠ و١٩٩٠.
الجدول الأوّل. الإرتفاع الملحوظ لمستوى مياه البحر، والمساهمات المقدّرة من مصادر مختلفة. {٥.٥، الجدول ٥.٣}
| متوسّط إرتفاع مستوى مياه البحر (ملمتر في السنة) |
---|
مصدر إرتفاع مستوى مياه البحر | ١٩٦١–٢٠٠٣ | ١٩٩٣–٢٠٠٣ |
---|
التوسّع الحراري | ٠.٤٢ ± ٠.١٢ | ١.٦ ± ٠.٥ |
القمم الثلجية والكُتَل الجليدية | ٠.٥٠ ± ٠.١٨ | ٠.٧٧ ± ٠.٢٢ |
لوح غرينلاند الجليدي | ٠.٠٥ ± ٠.١٢ | ٠.٢١ ± ٠.٠٧ |
اللوح الجليدي في القطب الشمالي | ٠.١٤ ± ٠.٤١ | ٠.٢١ ± ٠.٣٥ |
مجموع المساهمات الفردية المناخية في إرتفاع مستوى مياه البحر | ١.١ ± ٠.٥ | ٢.٨ ± ٠.٧ |
مجموع إرتفاع مستوى مياه البحر الملحوظ | ١.٨ ± ٠.٥أ | ٣.١ ± ٠.٧أ |
الفرق (المجموع الملحوظ الناقص للمساهمات المناخية المقدَّرة) | ٠.٧ ± ٠.٧ | ٠.٣ ± ١.٠ |
على مستوى مياه المحيط في الأقاليم والقارات، شهدنا عدداً من التغيّرات المناخية الطويلة الأمد، ومن بينها التغيّر في الحرارة والثلج في المنطقة القطبية الشمالية، ناهيك عن تحوُّل في مقادير التهطال، وملوحة البحر، ونوعيّة الهواء، وأشكال المناخ القاسي مثل الجفاف، والأمطار الغزيرة، وموجات الحرّ، وقوّة الأعاصير المداريّة. {٣.٢، ٣.٣، ٣.٤، ٣.٥، ٣.٦، ٥.٢}
- إرتفع متوسّط الحرارة في المنطقة القطبية الشمالية بنسبة ضعف مجموع المتوسّط العام خلال السنوات المئة الماضية. وللحرارة في هذه المنطقة هامش تغيّر في كل عقد، ومرحلة حارّة سُجِّلَت بين العامين ١٩٢٥ و١٩٤٥. {٣.٢}
- المعلومات الساتلية منذ العام ١٩٧٨ أظهرت أن المعدل السنوي لإرتفاع مستوى المياه الجليديّة تقلّص بنسبة ٢.٧ [بين ٢.١ و٣.٣] في المئة خلال كل عقد، مع إنخفاض إضافي في الصيف مع نسبة ٧.٤ [بين ٥.٠ و٩.٨] في المئة في القرن. وتتماشى هذه الأرقام مع ما ورد في تقرير التقييم الثالث. {٤.٤}
- الحرارة في أعلى طبقة التربة الصقيعية إرتفعت منذ الثمانينيات في المنطقة القطبيّة (بمعدّل ٣ درجات مئوية). وقد تغيّر الزمن الذي كانت فيه الأرض تُغطّى بالجليد، فأصبحت المدّة الأطول لهذا المناخ أكثر إرتفاعاً بنسبة ٧ في المئة في النصف الشمالي من الكرة الأرضيّة، وذلك منذ العام ١٩٠٠، مع إرتفاع خلال الربيع بنسبة تفوق الـ١٥ بالمئة. {٤.٧}
- ظهرت التوجّهات الطويلة الأمد بين ١٩٠٠ و٢٠٠٥ في نسبة التهطال في عدّة مناطق واسعة. وسُجّل إرتفاع في التهطال خاصةً في المناطق الشرقية من أميركا الشمالية والجنوبية، وأوروبا الشمالية، ووسط آسيا وشمالها. ويختلف التهطال بشكلٍ كبير وفق المكان والزمان، وتبقى المعلومات ذات الصلة محدودة في بعض الأماكن. وسُجِّلت توجّهات طويلة الأمد في المناطق الواسعة الأخرى التي خضعت للتقييم. {٣.٣، ٣.٩}
- يتأثر التغيّر في التهطال وتبخّر المياه فوق المحيط بإنخفاض درجات حرارة المياه في مناطق خطوط العرض المتوسطة القطبية، ناهيك عن إرتفاع لوحة المياه في مناطق خطوط العرض المنخفضة. {٥.٢}
- إشتدّت الرياح الغربية على مستوى خطوط العرض الوسطى في نصفيّ الكرة الأرضيّة منذ الستينيات. {٣.٥}
- سُجِّلت فترات جفاف أشدّ وأطول على مساحات أوسع منذ السبعينيات، خاصةً في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. وساهم إرتفاع الجفاف المرتبط بدرجات حرارة عالية وإنخفاض التهطال في التأثير على الجفاف، بالإضافة إلى الدور الذي اضطلع فيه التغيّر في حرارة سطح الماء، ونوعية الرياح، وإنخفاض كثافة الثلوج. {٣.٣}
- إرتفعت وتيرة التهطال القوي في معظم المناطق، ورافقها إرتفاع في درجات الحرارة وفي نسبة البخار في الجوّ.
- سُجِّل تغيير واسع النطاق في درجات الحرارة القصوى خلال السنوات الـ٥٠ الماضية. أصبحت الأيام والليالي الباردة والصقيع أقلّ ندرةً، فيما ازدادت الأيام والليالي الحارة وموجات الحرّ (انظر الجدول ٢). {٣.٨}
- هناك أدلّة شهوديّة على زيادة قوية في نشاط الأعاصير المدارية في شمال الأطلسي منذ العام ١٩٧٠، وعلى إرتفاع في درجات حرارة سطح الماء في المناطق المداريّة. هناك أيضاً نظريّات عن زيادة نشاط الأعاصير المداريّة قبل الأدلّة الساتلتيّة في العام ١٩٧٠ تجعل رصد التوجهات الطويلة الأمد للنشاط الإعصاري الاستوائي أكثر تعقيداً. ما من توجُّه واضح في الأرقام السنوية المسجَّلة للأعاصير المداريّة. {٣.٨}
بعض الأنماط المناخية لم تتغيّر {٥.٣، ٤.٤، ٣.٨، ٣.٢}
الجدول ٢: التوجهات الحالية، وتقييم التأثير البشري على التوجّهات والتوقّعات للظواهر المناخية المتطرفة التي تتناسب مع توجّهات ملحوظة في أواخر القرن العشرين. (الجداول ٣.٧، ٣.٨، ٩.٤، الفروع ٣.٨، ٥.٥، ٩.٧، ١١.٢، و١١.٩)
الظاهرة (أ) والتوجّه | أرجحيّة هذا التوجّه في أواخر القرن العشرين (خاصة بعد العام ١٩٦٠) | أرجحيّة مساهمة بشرية في التوجّه الملحوظ (ب) | أرجحيّة التوجّهات المستقبليّة المبنيّة على الإتجاهات للقرن الواحد والعشرين بناءً على سيناريوهات الإنبعاث |
---|
أيام وليالي دافئة وأقل برودة في معظم الأراضي | مرجّح جدّاً ج | مرجّح د | مؤكد إفتراضياً د |
أيام وليالي حارة أكثر دفئاً ووتيرة في معظم الأراضي | مرجّح جدّاً | مرجّح (الليالي) ه | مؤكد إفتراضياً د |
موجات حرّ. وتيرة مرتفعة في معظم الأراضي. | مرجّح | أكثر ترجحاً من استبعاداً و | مرجّح جدّاً |
تهطال قويّ. وتيرة (أو نسبة مجموع هطول الأمطار من التهطال القوي) مرتفعة في معظم الأراضي. | مرجّح | أكثر ترجحاً من استبعاداً و | مرجّح جدّاً |
إرتفاع عدد الأراضي المتأثرة بالجفاف | مرجّح في معظم المناطق منذ السبعينيات | أكثر ترجحاً من استبعاداً | مرجّح |
تزايد نشاط الأعاصير المدارية القوية | مرجّح في معظم المناطق منذ السبعينيات | أكثر ترجحاً من استبعاداً و | مرجّح |
إرتفاع وتيرة مستويات مياه البحر العالية جداً (باسثناء أمواج المدّ العملاقة)ز | مرجّح | أكثر ترجحاً من استبعاداً و، ح | مرجّحط |
- أورد تقرير التقييم الثالث إنخفاضاً في نطاق الحرارة خلال النهار DTR، لكن المعلومات المتوفّرة والموسَّعة لاحقاً تشمل فقط الفترة الممتدة بين العام ١٩٥٠ و١٩٩٣. وتُظهِر الملاحظات الأخيرة أن نطاق الحرارة خلال النهار لم يتغيّر من العام ١٩٧٩ حتى العام ٢٠٠٤، فيما إرتفعت الحرارة اليومية الليلية بالمستوى نفسه. وتختلف التوجهات بين منطقة وأخرى. {٣.٢}
- لا يزال جليد البحر في القطب الجنوبي يُظهر اختلافات تُسجَّل خلال السنة، وتغيّرات موقعيّة، غير أنه ما من توجهات إحصائيّة هامة، متناغمة مع غياب الإحترار، ومنعكسة على معدّلات حرارة الجوّ في المنطقة.
- هناك نقص في الأدلّة لتحديد ما إذا كانت التوجّهات موجودة في الدوران التقلبي الجنوبي للمحيط، أو في الظاهرات ذات النطاق السريع كالأعاصير، والصقيع، والرعد، والعواصف الرمليّة. {٥.٣ و٣.٨}