المنظور التاريخي لعلم المناخ
تستخدم دراسات علم المناخ التغيّر في المؤشرات المناخية الحسّاسة لاستنتاج التغيّرات الماضية في المناخ الإجمالي على نطاق زمني يتراوح بين العقود وملايين السنين. معلومات توكيليّة كهذه (مثلاً: عرض دائر شجرة) قد تتأثر بالحرارة المحلية وعوامل أخرى كالتهطال، وهي غالباً ما تعكس التوّجه خلال فصول معيّنة بدلاً من سنوات كاملة. زادت الدراسات منذ تقرير التقييم الثالث الثقة نتيجة إظهار المعلومات الإضافية نتائج مترابطة ومنطقيّة على مستوى عدّة مؤشرات في مناطق مختلفة حول العالم، غير أن عدم اليقين يزداد مع الرجوع في الزمن نتيجة تغطية معلوماتيّة ساتليّة محدودة.
المعلومات المتصلة بعلم المناخ تساند نظرية أن الإحترار خلال نصف القرن الماضي غير اعتيادي، أقلّه خلال السنوات الـ١٣٠٠ الماضية. في المرّة الأخيرة التي كانت فيها المناطق القطبيّة حارّة نوعاً ما أكثر من الآن، وذلك خلال فترة طويلة (منذ حوالى ١٢٥ ألف سنة)، أدّى الإنخفاض في حجم الجليد القطبي إلى إرتفاع بمعدّل أربعة إلى ستة أمتار في مستوى مياه البحر. {٦.٦ و٦.٤}
- من المرجّح جدّاً أن متوسّط الحرارة في نصف الكرة الأرضية الشمالي خلال النصف الثاني من القرن العشرين كان أكثر إرتفاعاً منه خلال مرحلة ٥٠ عاماً في السنوات الـ٥٠٠ الماضية، ومرجّح أن يكون الأعلى في السنوات الـ١٣٠٠ الماضية. تبيّن بعض الدراسات الحديثة تغيّراً أوسع في حرارة نصف الكرة الأرضية الشمالي من ذلك الذي أورده تقرير التقييم الثالث، مع التشديد على أن مراحل التبريد حصلت بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر، والقرنين السابع عشر والتاسع عشر. وتندرج المراحل الأكثر دفئاً السابقة للقرن العشرين في نطاق عدم اليقين الوارد في تقرير التقييم الثالث. {٦.٦}
- من المرجّح أن متوسّط مستوى مياه البحر الإجمالي خلال المرحلة الممتدة بين دورين جليديّين (منذ حوالي ١٢ ألف سنة) بلغ أربعة إلى ستة أمتار أكثر من المستويات التي سُجّلت خلال القرن العشرين، خاصةً نتيجة ذوبان الجليد القطبي. وتُظهر المعلومات أن متوسّط الحرارة القطبيّة في هذه المرحلة كان أعلى بثلاث إلى خمس درجات من الحرارة الحالية، وذلك بسبب التغيّر الذي طرأ على مدار الأرض. ومن المرجّح أن لوح غرينلاند الجليدي وغيره من المناطق الجليدية في القطب الشمالي قد ساهم بمعدّل لا يتخطّى الأمتار الأربعة من أصل الإرتفاع الملحوظ في مستوى مياه البحر. وقد يكون لمنطقة القطب الجنوبي أيضاً تأثير في هذا الإطار. {٦.٤}