2-5 نقاط الضعف والآثار والمخاطر الرئيسية: منظورات طويلة الأجل
وفقا للتقييم الحالي، فإن «دواعي القلق» الخمسة المذكورة في تقرير التقييم الثالث ازدادت شدة بما تنطوي عليه من مخاطر عديدة محددة بدرجة أعلى من درجات الثقة. ومن المتوقع بحسب الإسقاطات أن يكون بعضها أوسع نطاقا أو أن يقع عند درجات حرارة أدني من ذي قبل. ويعزى ذلك إلى «1» تحسن فهم حجم الآثار والمخاطر المرتبطة بازدياد متوسط درجات الحرارة العالمية وارتفاع تركيزات غازات الدفيئة، بما في ذلك قابلية التعرض لتقلبية المناخ في الوقت الحاضر، «2» وتزايد الدقة في تحديد الظروف التي تجعل الأنظمة، والقطاعات، والجماعات، والمناطق أشد تعرضا للمخاطر، «3» وتزايد الأدلة على أن مخاطر ظهور آثار كبيرة جدا في القرون القادمة سوف يستمر في التزايد طالما استمر تزايد تركيزات غازات الدفيئة ودرجات الحرارة. وقد تحسن فهم العلاقة بين الآثار (التى تشكل «دواعي القلق» في تقرير التقييم الثالث) وقابلية التعرض للمخاطر (التي تشمل القدرة على التكيف مع الآثار). {الفريق العامل الثاني 4-4، 4-5، الملخص التنفيذي - 19، 7-3-19، الملخص الفني 6-4؛ الفريق العامل الثالث 5-3، ملخص لصانعي السياسات}
واستنتج تقرير التقييم الثالث أن قابلية التعرض لتغير المناخ تتوقف على التعرض، والحساسية، والقدرة على التكيف، وأنه يمكن للتكيف أن يقلل من الحساسية لتغير المناخ، بينما يمكن للتخفيف أن يقلل من التعرض لتغير المناخ، بما في ذلك سرعته ومداه. ويؤكد هذا التقييم هذين الاستنتاجين. {الفريق العامل الثاني 2-20، 3-7-20}
ولا يستطيع أى قياس متري بمفرده أن يصف بشكل صحيح تنوع الضعفات الرئيسية أو أن يدعم تراتبها. وترد في الشكل 6-3 عينة من الآثار ذات الصلة. وأما تقييم الضعفات الرئيسية وما ينطوى عليه التعرّض من أضرار فيتوقف على (معدل ومدى تغير المناخ)، والحساسية، التي تحدد في جانب منها وعندما يكون ذلك مناسبا بالوضع الإنمائي والقدرة على التكيف. ويمكن ربط بعض الضعفات الرئيسية بعتبات؛ وهذه يمكن أن تجعل النظام في بعض الحالات يتحول من حالة إلى أخرى، بينما تعرّف عتبات ضعفات أخرى تعريفا ذاتيا، وبذلك تعتمد على قيم مجتمعية. {الفريق العامل الثاني، الملخص التنفيذي 19 -، 1-19}
وحُددت «دواعي القلق» الخمسة في تقرير التقييم الثالث بهدف تجميع المعلومات عن المخاطر المناخية والضعفات الرئيسية، و«مساعدة القارئ على التوصل إلى النتيجة بنفسه بشأن المخاطر». ولاتزال هذه الدواعي تشكل إطارا عمليا للنظر في الضعفات الرئيسية، جرى تحديثها في تقرير التقييم الرابع. {تقرير التقييم الثالث، الفريق العامل الثاني، الفصل 19؛ الفريق العامل الثاني، ملخص لصانعي السياسات}
- المخاطر التي تواجه الأنظمة الفريدة والمهددة. توجد الآن أدلة جديدة وقوية في شكل آثار مرصودة من آثار تغير المناخ التي طاولت الأنظمة الفريدة والضعيفة في وجهها (مثل مجتمعات المناطق القطبية والجبال العالية والنظم الإيكولوجية)، والتي يرافقها ازدياد في الآثار الضارة عند استمرار ارتفاع درجات الحرارة. ويتوقع بثقة أكبر مما في تقرير التقييم الثالث أن تزداد مخاطر انقراض الأنواع وتضرر الشعب المرجانية مع استمرار الاحترار. وهناك ثقة وسط بأن ما بين 20 و30 في المائة تقريبا من أنواع النبات والحيوان التي قيِّمت حتى الآن يرجح أن تواجه زيادة في مخاطر الانقراض إذا تجاوزت الزيادة في متوسط درجات الحرارة العالمية مستويات الفترة 1999-1980 يما يتراوح بين 1.5 و2.5 درجة سلسيوس. وقد زادت الثقة بأن زيادة في الوسط العالمي لدرجات الحرارة بدرجة سلسيوس أو درجتين (2-1) فوق مستويات 1990 (نحو 2.5-1.5 درجة سلسيوس فوق معدلات العصر ما قبل الصناعي) تثير مخاطر كبيرة في وجه العديد من الأنظمة الفريدة والمهددة، بما فيها كثير من الأماكن المهمة من أماكن التنوع البيولوجي. والشعب المرجانية عُرضة للإجهاد الحراري وقدرتها على التكيف ضئيلة. ويتوقع أيضا أن يؤدي ازدياد حرارة سطح البحر ما بين درجة سلسيوس واحدة وثلاث درجات سلسيوس (3-1) إلى ازدياد في تواتر ابيضاض الشعب المرجانية وفي معدل فنائها على نطاق واسع ما لم تتكيف أو تتأقلم مع الحرارة. ويتوقع أيضا أن تزداد قابلية التعرض للاحترار في مجتمعات السكان الأصليين ومجتمعات الجزر الصغيرة في المنطقة القطبية الشمالية. {التقرير التجميعي 3-3، 4-3، الشكل 6-3، الجدول 2-3؛ الفريق العامل الثاني، الملخص التنفيذي - 4، 4-4، 4-6، 6-4-14، الملخص التنفيذي - 15، 4-15، 6-15، الملخص التنفيذي - 16، 1-2-16، 4-16، الجدول 1-19، 7-3-19، الملخص الفني 3-5، الشكل 12 في الملخص الفني، الشكل 14 في الملخص الفني}
- مخاطر أحداث الطقس المتطرفة. تبين الاستجابات لبعض أحداث الطقس المتطرفة التي وقعت أخيرا أن التعرض لتلك الأحداث قد زاد في البلدان المتقدمة والنامية عما كان عليه في تقديرات تقرير التقييم الثالث. وقد ارتفعت الآن الثقة في توقعات ازدياد الجفاف، وموجات الحر، والفيضانات وآثارها الضارة.
وكما يبين الجدول 2-3 بإيجاز، فإن من المتوقع أن يزداد الجفاف، وموجات الحر، والفيضانات في مناطق عديدة، وأن يكون لذلك آثار ضارة في معظمها، ومنها ازدياد الإجهاد المائي وتواتر الحرائق الهائلة، والآثار السلبية التي تلحق بالإنتاج الغذائي، وبالصحة، وازدياد مخاطر الفيضانات، والارتفاع المتطرف في مستوى سطح البحر، والأضرار التي تلحق بالبنى الأساسية. {التقرير التجميعي 2-3، 3-3، الجدول 2-3؛ الفريق العامل الأول 3-10، الجدول 2 – ملخص لصانعي السياسات؛ الفريق العامل الثاني 3-1، 4-5، 1-7، 5-7، 2-8، 6-12، 3-19، الجدول 1-19، الجدول 1 – ملخص لصانعي السياسات}
- توزيع الآثار والضعفات. هناك فوارق حادة بين المناطق إلا أن تلك التي تعيش في أضعف الأوضاع الاقتصادية تعد الأضعف إزاء تغير المناخ، وعادة ما تكون الأشد تعرضا للأضرار المتصلة بالمناخ، وبخاصة عندما تواجه ضغوطا عديدة. وتوجد أدلة متزايدة على اشتداد ضعف مجموعات معينة مثل الفقراء والمسنين لا في البلدان النامية فحسب، وإنما في البلدان المتقدمة أيضا. وزادت نسبة الثقة في الأنماط الإقليمية المتوقعة لتغير المناخ (انظر الموضوع 2-3) وكذلك في إسقاطات الآثار الإقليمية مما يمكّن من تحديد الأنظمة والقطاعات والمناطق شديدة الضعف تحديدا أفضل (انظر الموضوع 3-3). وعلاوة على ذلك، زادت الأدلة على أن المناطق الواقعة عند خطوط العرض القريبة من خط الاستواء والمناطق الأقل نموا تواجه مخاطر أكبر بصفة عامة، كما في المناطق الجافة والدلتاوات الكبرى. وتؤكد دراسات جديدة أن أفريقيا تعد إحدى أشد القارات ضعفا بسبب نطاق الآثار المتوقعة، والضغوط المتعددة والقدرة الضئيلة على التكيف. وأما المخاطر الكبيرة الناشئة عن ارتفاع مستوى سطح البحر فيتوقع حدوثها بصفة خاصة في الدلتاوات الآسيوية الكبرى، وفي مجتمعات الجزر الصغيرة. {الملخص التجميعي 2-3، 3-3، 4-5؛ الفريق العامل الأول 2-11 إلى 7-11، ملخص لصانعي السياسات؛ الفريق العامل الثاني 3-4-3، 3-5، 4-5، الإطارات 1-7، 4-7، 1-1-8، 2-4-8، 3-1-6-8، 7-8، الملخص التنفيذي – 9، الجداول 9-10، 6-10، 3-16، الملخص التنفيذي - 19، 3-19، الجدول 1-19، الملخص التنفيذي – 20، الملخص الفني 5-4، الملخص الفني 4-5، الجداول 1 و3 و4 في الملخص الفني، ملخص لصانعي السياسات}
- الآثار الإجمالية. مقارنة بتقرير التقييم الثالث، فإن صافي المنافع الأولية من السوق نتيجة لتغير المناخ يتوقع أن تبلغ ذروتها عند حجم أقل ومن ثم في وقت أقل مما هو مقدر في تقرير التقييم الثالث. ويرجح حدوث أضرار من جراء الزيادة الكبيرة في درجات الحرارة العالمية وتفوق حجم الأضرار المتوقع في تقرير التقييم الثالث، كما أن صافي تكاليف آثار تزايد الاحترار يتوقع أن يزيد مع الوقت. وقد قدرت الآثار الإجمالية أيضا تقديرا كميا بمقاييس أخرى. (انظر الموضوع 3-3): على سبيل المثال، يرجح أن يؤثر تغير المناخ طوال القرن القادم تأثيرا سلبيا على مئات الملايين من البشر من جراء تزايد الفيضانات الساحلية، وتناقص إمدادات المياه، وتزايد سوء التغذية، وتزايد الآثار التي تطال الصحة. {التقرير التجميعى 3-3، الشكل 6-3؛ الفريق العامل الثاني 7-3-19، 3-7-20، الملخص الفني 3-5}
- مخاطر نشوء حالات شاذة واسعة النطاق. وفقا للبحث في الموضوع 4-3، فإن من المستبعد جدا أن يحدث في أثناء القرن الحالي تغير مفاجئ واسع النطاق في الدوران الانقلابي الطولاني. ويتوقع بثقة عالية أن يؤدي الاحترار العالمي طوال قرون عديدة إلى ارتفاع في مستوى سطح البحر عن طريق التوسع الحراري وحده، وهو التوسع الذي يُتوقع أن يكون أكبر كثيرا مما رُصد طوال القرن الحادي والعشرين، وأن يسفر عن فقدان مناطق ساحلية وعما يتصل بذلك من آثار. وبات الآن مفهوما فهما أفضل مما في تقرير التقييم الثالث أن مخاطر ظهور مساهمات إضافية في ارتفاع مستوى سطح البحر قادمة من الصفائح الجليدية في جرينلاند وربما في المنطقة القطبية الجنوبية قد تكون أكبر مما توقعته نماذج الصفائح الجليدية، وأن هذه المخاطر قد تتحقق في غضون قرون من الزمن. وسبب ذلك هو أن العمليات الدينامية في الجليد التى رصدت أخيرا ولم تدرج كاملة في نماذج صفائح الجليد التي قُيمت في تقرير التقييم الرابع يمكن أن تزيد معدل فقدان الجليد. أما انحسار الصفيحة الجليدية في جرينلاند انحسارا كاملا فقد يرفع مستوى سطح البحر سبعة أمتار، وهذه يمكن أن تكون تحولا لا رجعة فيه. {التقرير التجميعي 4-3؛ الفريق العامل الأول 3-10، الإطار 1-10؛ الفريق العامل الثاني 7-3-19، ملخص لصانعي السياسات}