٤.١. تطورات في عزو تغيّر درجات الحرارة في العالم خلال حقبة إستعمال القياسات: الغلاف الجوي والمحيط والجليد
يعرف الإحترار البشري المنشأ للنظام المناخي إنتشاراً واسعاً ويمكن كشفه من خلال مراقبة درجات الحرارة على السطح والغلاف الجوي الحر والمحيطات. {٣.٢، ٣.٤، ٩.٤}
ولم تتوقف الدلائل المرتبطة بتأثير عوامل خارجية، بشرية المنشأ وطبيعية، على النظام المناخي، عن الإزدياد منذ صدور تقرير التقييم الثالث. وأدّى تطوير النماذج والبيانات، والمحاكاة وتمثيل الهباء الجوي وغازات مفعول الدفيئة وغيرها من التأثيرات، إلى تعزيز الثقة بأن معظم النماذج الحالية تعيد توليد تقلبية الغلاف الجوي الواسعة النطاق والخاضعة للتأثير، على جداول زمنية عقدية وعقدية بينية. وتؤكد هذه التطورات أن تقلبية مناخ عصر ما قبل التاريخ على نطاقات مكانية واسعة قد خضعت بقوة للتأثيرات الخارجية. لكن، لا تزال الشكوك قائمة في ما يتعلق بالحجم والتطور الزمني للتقديرات المتعلقة بمساهمة التأثيرات الفردية المتعددة، غير غازات الدفيئة المختلطة، وذلك بسبب الشك في إستجابة النماذج للتأثير، على سبيل المثال. وحتى الآن، لم تدخل بعض التأثيرات الهامة كأهباء الكربون الأسود في معظم دراسات الكشف والعزو الرسمية. ولا تزال التقديرات حول تقلبية المناخ الداخلية الطبيعية غير مؤكدة. مثلاً، هناك تضارب بين النماذج والمراقبة لجهة التقديرات المتعلقة بتقلبية المحتوى الحراري للمحيطات، على الرغم من أن المعاينة الضعيفة لأجزاء من محيطات العالم تفسّر هذا التضارب. بالإضافة إلى ذلك، يصعب تقدير التقلبية الداخلية بواسطة سجلّات المراقبة المتوفرة، فهذه السجلّات تخضع للتأثير الخارجي، ولأن السجلّات المتوفرة ليست مفصلة بما فيه الكفاية في ما يتعلق بالبيانات التي تعود إلى فترة إستعمال القياسات، أو دقيقة بما فيه الكفاية في ما يتعلق بإعادة التوليد غير المباشرة، كي تتقدم بوصفٍ شاملٍ للتقلبية بحسب جداول زمنية عقدية أو أكثر (انظر الملخّص الفني، الرسم ٢٢ والإطار ٧). {٨.٢، ٨.٤، ٨.٦، ٩.٢، ٩.٤}
الإطار ٧: تقييم نماذج الدوران العام للغلاف الجوي – المحيطات
تشكل نماذج الدوران العام في الغلاف الجوي-المحيطات الأداة الأوّلية المستخدمة في فهم تقلبات المناخ الماضية وعزوها، ولفهم الإسقاطات المستقبلية. وبما أن التاثير الإشعاعي لم يواجه إضطرابات في الماضي مشابهة تماماً لتلك التي من المتوقع أن يتسبب بها الإنسان خلال القرن الحادي والعشرين، فإنه ينبغي بناء الثقة بالنماذج من خلال إستخدام عددٍ من الطرق غير المباشرة والوارد وصفها فيما يلي. وفي كلٍ من تلك المجالات، وقد تحققت إنجازات كبيرة منذ تقرير التقييم الثالث، مما يزيد الثقة بكافة النماذج بشكلٍ عام. {٨.١}
وبات التدقيق والتحليل المحسن لسلوك النماذج أكثر سهولةً بفضل الجهود المنسقة دولياً بغية تجميع ونشر نتائج تجارب النماذج التي أجريت في ظل أوضاع مشتركة. الأمر الذي شجّع على وضع تقييم أكثر انفتاحاً وشموليةً للنماذج، بطريقةٍ تتضمن سلسلة من الآفاق المتنوّعة. {٨.١}
تطرّقت الإسقاطات المتعلقة بنطاقات مختلفة وفترات زمنية مختلفة من خلال إستخدام نماذج مناخية عالمية: وتُظهر النماذج المناخية المناخ المستقبلي على مدى عقودٍ وبما أنه لا يجري تتبع تفاصيل نظم الأحوال الجوية الإفرادية ولا التنبؤ بها، فإن الظروف الجوية الأولية تصبح أقل أهميةً بكثير بالنسبة إلى نماذج التنبؤ بالطقس. وتزداد أهمية الإسقاطات المناخية ازدياداً كبيراً. وتتضمن التأثيرات كمية الطاقة الشمسية التي تصل إلى الأرض، وكمية الجسيمات الناتجة عن الثوران البركاني في الغلاف الجوي، وتركيز الغازات والجزيئات البشرية المنشأ في الغلاف الجوي. وفيما يتحول مجال الاهتمام من النطاق العالمي إلى الإقليمي إلى المحلي، أو يقصر النطاق الزمني موضع الاهتمام، يزداد حجم التقلبية المتعلقة بالطقس نسبةً إلى إشارة تغيّر المناخ على المدى الطويل. فيصعب الكشف عن إشارة تغيّر المناخ على نطاقات أصغر. كما تشكل الأحوال في المحيطات نقطةً هامة، لا سيما بالنسبة إلى النطاقات الزمنية السنوية البينية أوالعقدية. {الأسئلة ١.٢، ٩.٤، ١١.١}
إعداد النموذج. تطور إعداد نماذج الدوران العام للغلاف الجوي - المحيطات من خلال تحسين الاستبانة المكانية وإستخدام المخططات العددية وتعيين البارامترات (مثل الجليد البحري والطبقة المتاخمة للغلاف الجوي والمياه السطحية في المحيطات). وأُدرجت عمليات إضافية في نماذج عدة، بما في ذلك عمليات ضرورية بالنسبة إلى التأثير (مثلاً: باتت الأهباء الجوية منمذجة بطريقة تفاعلية في نماذج عدة). واليوم، باتت معظم النماذج تحافظ على مناخ مستقر من دون إستخدام عمليات تكييف التدفقات، على الرغم من أن بعض الاتجاهات الطويلة الأمد لا تزال ضمن نطاق مراقبة نماذج الدوران العام للغلاف الجوي - المحيطات، مثلاً، نظراً إلى بطء العمليات التي تجري في المحيطات. {٨.٢، ٨.٣}
محاكاة المناخ الحالي. تمّ نتيجة تحسين صيغة النماذج تحسين محاكاة نواحي عديدة من المناخ الحالي العادي. وبشكلٍ عام، تحسنت محاكاة التهطال وضغط مستوى سطح البحر وحرارة السطح بصورة إجمالية، لكن الثغرات لا تزال موجودة لا سيما في المناطق المدارية. وفي ظل وجود ثغرات هامة على مستوى محاكاة السحب (والتأثير التفاعلي المناظر الذي يؤثّر على حساسية المناخ)، أظهرت بعض النماذج حدوث تحسينات لجهة محاكاة بعض أنظمة السحاب (وخاصةً السحاب الركامي الطباقي البحري). وتحسنت محاكاة الظواهر المتطرفة (وخاصةً درجات الحرارة المتطرفة)، ولكن غالباً ما تظهر النماذج في إطار الظواهر الأكثر تطرفاً. كما تحسنت محاكاة الأعاصير خارج المنطقة المدارية. وتستطيع بعض النماذج المستخدمة للتنبؤ بالتغيرات على مستوى الأعاصير المدارية، أن تقوم بمحاكاة الوتيرة والتوزيع الملحوظَين للأعاصير المدارية. وقد أُنجزت محاكاة تركيبة حجم مياه المحيطات والدوران التقلبي الجنوبي ونقل حرارة المحيطات. غير أن معظم النماذج تظهر بعض الانحرافات في محاكاتها للمحيط الجنوبي، مما يؤدي إلى عدم اليقين إزاء امتصاص حرارة المحيطات المنمذج عندما يتغيّر المناخ. {٨.٣، ٨.٥، ٨.٦}
محاكاة نماذج تقلبية المناخ. تقوم النماذج بمحاكاة أهم أنماط تقلبية المناخ خارج المنطقة المدارية، وهي تشبه تلك الملحوظة (النمط الحلقي الشمالي/ النمط الحلقي الجنوبي ونمط المحيط الهادئ - أميركا الشمالية والتذبذب العقدي في المحيط الهادئ)، إلا أنها لا تزال تواجه المشاكل في عرض بعض نواحيها. وباتت الآن بعض النماذج قادرة على محاكاة نواحي هامة من التذبذب الجنوبي، فيما يبقى تذبذب مادن-جوليان غير مرضٍ بصورة عامة. {٨.٤}
محاكاة تقلبات مناخ عصر ما قبل التاريخ. حصلت بعض التطورات على مستوى محاكاة تقلبات المناخ في الماضي. وبعيداً عن أي عزوٍ لتلك التغيّرات، فإن قدرة النماذج المناخية إمكانية تقديم تفسيرٍ متماسك على الصعيد الفيزيائي حول التقلبات المناخية الملحوظة على نطاقات زمنية مختلفة، تعزيز الثقة في أن النماذج تستقطب عمليات أساسية لجهة تطور المناخ في القرن الحادي والعشرين. وتتضمن أوجه التقدم المحرز مؤخراً نمذجة ناجحة للتغيّرات المرصودة في نطاقات أوسع من المتغيّرات المناخية خلال القرن العشرين (مثل درجات الحرارة والظواهر المتطرفة القارية النطاق ومدى الجليد البحري واتجاهات محتوى حرارة المحيطات والأمطار الأرضية). كما حصل تقدم في القدرة على نمذجة عدة ملامح عامة من الماضي، وحالات مناخية مختلفة للغاية كمنتصف الحقبة الهالوسينية والحد الأقصى للغمر الجليدي الأخير من خلال إستخدام نماذج شبيهة أو على علاقة بتلك المستخدمة لدراسة المناخ الحالي. وتتضمن المعلومات حول العوامل المطروحة كالأوضاع الحدودية في الحسابات الخاصة بمناخ عصر ما قبل التاريخ مختلف أحوال الصفائح الجليدية في تلك الفترات. وأيّدت الملاحظات ما سبقها من تنبؤات واسعة حول النماذج المناخية السابقة، مثل إزدياد درجات الحرارة في العالم إستجابةً لإزدياد غازات الدفيئة. ما يعزز الثقة بتنبؤ المناخ على المدى القصير وفهم التزامات تغيّر المناخ ذات الصلة. {٦.٤، ٦.٥، ٨.١، ٩.٣-٩.٥}
التنبؤ بحالة الطقس والتنبؤات الفصلية بإستخدام نماذج المناخ. اختُبرت بعض النماذج المناخية وأُثبتت من حيث قدرتهاعلى التنبؤ بالقيم الأولية، على نطاقات زمنية تتراوح ما بين التنبؤات بالأحوال الجوية (بضعة أيام قليلة) وتقلبات المناخ الفصلية، عندما بدأ العمل بها مشفوعة بالرصدات المناسبة. وبينما لا تعني على التنبؤ بالنماذج في أسلوب العمل هذا أنها ستظهر بالضرورة الإستجابة الصحيحة للتغيّرات في عوامل التأثير المناخي كغازات الدفيئة، فإنها تعزز الثقة بأن تمثل هذه النماذج بعض العمليات الأساسية والالتزامات ذات الصلة بتغير المناخ. {٨.٤}
التدابير المرتبطة بدقة الإسقاطات المتعلقة بالنماذج. تم للمرة الأولى، تم إستخدام مجموعات النماذج لاكتشاف إمكانية تطوير مقاييس قدرة النماذج («القياس»)، إستناداً إلى أساليب التقييم المذكورة آنفاً، والتي يمكن إستخدامها لتضييق نطاق حالة عدم اليقين من خلال وضع قيود كميّة على نموذج الإسقاطات المناخية. على الرغم من أن هذه الأساليب تبدو وكأنها تبشر بالخير، إلاّ أنه لا يزال من الضروري إرساء سلسلة من التدابير على الإسقاطات المناخية الموثوقة لهذا الغرض. {٨.١، ٩.٦، ١٠.٥}
من المستبعد للغاية (<٥%) أن يُفسّرالنمط العالمي للإحترار الملحوظ في النصف الثاني من القرن الماضي، من دون ذكر التأثير الخارجي. وقد حصلت هذه التغيّرات في وقتٍ كان من المرجّح فيه أن تولد عوامل التأثير غير البشري المنشأ (مثل كمية التأثير البركاني والشمسي) التبريد، وليس الإحترار (انظر الملخّص الفني، الرسم ٢٣). وتشير دراسات العزو إلى أنه من المرجّح جداً أن عوامل التأثير الطبيعية هذه ليست وحدها وراء الإحترار الملحوظ (انظر الملخّص الفني، الرسم ٢٣). وتمّ التأكد من أن التقلبية الداخلية الطبيعية لا يمكن أن تكون السبب وراء التغيّرات الملحوظة، نظراً إلى الدراسات المطورة التي تبين أن الإحترار حصل على مستوى المحيطات والغلاف الجوي معاً، إلى جانب خسارة الأنهر الجليدية من حجمها الأساسي. {٢.٩، ٣.٢، ٥.٢، ٩.٤، ٩.٥، ٩.٧}
ومن المرجّح جداً أن يكون إزدياد غازات الدفيئة البشرية المنشأ هو الكامن وراء معظم حالات إرتفاع معدّل درجات الحرارة الملحوظ في العالم منذ منتصف القرن العشرين. ومن دون التبريد الناتج عن الأهباء الجوية، من المرجّح أن تكون غازات الدفيئة وحدها التي تسبب إرتفاعاً نسبياً في درجات الحرارة في العالم، يفوق ذلك الذي شهدناه خلال السنوات الخمسين الأخيرة. ويشكّل تغيّر درجات الحرارة عبر الزمن (انظر الملخّص الفني، الرسم ٢٣)، بالإضافة إلى تناقد وجود إحترار في نصف الكرة الغربي، عنصراً حيوياً في تحديد بصمة الأهباء الجوية، وبالتالي كمية التبريد المضاد للإحترار الذي تسببه غازات الدفيئة. واستنتاج فكرة تقول بأن تأثير غاز الدفيئة كان طاغياً، يأخذ بعين الإعتبار بعض الشكوك حول التأثيرات والمراقبة، ويشكّل نقطة قوة لإستخدام نماذج مناخية مختلفة، وسبل متعددة لتقدير الإستجابة للتأثير الخارجي وتقنيات تحليلية متعددة. كما يسمح بإمكانية تعزيز الإستجابة للتأثير الشمسي. {٢.٩، ٦.٦، ٩.١، ٩.٢، ٩.٤}
تمّ الكشف عن إحترار واسع الإنتشار في حرارة مياه المحيطات. وبحسب دراسات العزو الرسمية، من المرجّح أن يكون التأثير البشري المنشأ قد شارك في الإحترار الملحوظ على مستوى مئات الأمتار السطحية من المحيط العالمي، خلال النصف الأخير من القرن العشرين. {٥.٢، ٩.٥}
ومن المرجّح أن يكون التأثير البشري المنشأ قد ساهم في الإنخفاض الحديث لنسبة مد الجليد البحري في المنطقة القطبية الشمالية. ومن المتوقع حدوث بعض التغيّرات في الجليد البحري للمنطقة القطبية الشمالية، نظراً إلى تزايد الإحترار في القطب الشمالي. وتعزز دراسات العزو وتطوّر التمثيل المنمذج للجليد البحري ونقل حرارة مياه المحيطات، الاقتناع بهذه الخلاصة. {٣.٣، ٤.٤، ٨.٢، ٨.٣، ٩.٥}
من المرجّح جداً أن تكون الإستجابة للتأثير البشري المنشأ قد ساهمت في إرتفاع مستوى سطح البحر خلال النصف الثاني من القرن العشرين، غير أن التقلبية العقدية التي عرفها إرتفاع مستوى سطح البحر لا تزال مبهمة. وتلتقي التقديرات المنمذجة لمساهمة المد الحراري في إرتفاع مستوى سطح البحر مع تقديرات أخرى تستند إلى ملاحظات تعود إلى الفترة الممتدة بين العامين ١٩٦١ و٢٠٠٣، على الرغم من أن الميزانية المخصصة لهذا الشأن لم تكن كافية في تلك الفترة. ويتناسب الإرتفاع الملحوظ في حجم الكتل التي تخسرها الأنهار والأغطية الجليدية، مع المعدّل العالمي لإرتفاع درجات الحرارة، حسبما أشارت التوقعات الفيزيائية (انظر الملخّص الفني، الجدول ٣). وقد يكون لتفوق نسبة إرتفاع مستوى سطح البحر في الفترة الممتدة ما بين العامين ١٩٩٣ و٢٠٠٣ على نسبة إرتفاعه الفترة الممتدة ما بين العامين ١٩٦١ و٢٠٠٣، علاقة مع التأثير البشري المنشأ المتزايد، الذي ساهم على الأرجح في إحترار سطح المحيط وإرتداد الأنهر جليدية المنتشر. من جهة اخرى، يكشف سجل مقاييس المد والجزر لمستوى سطح البحر النسبي في العالم أن نسباً مرتفعة أيضاً قد تحققت في فترات عقدية سابقة بدءاً من العام ١٩٥٠، ما يعني أن التقلبية الداخلية الطبيعية قد تكون إحدى العوامل التي ساهمت في إحداث نسبٍ مرتفعة في الفترة الممتدة ما بين العامين ١٩٩٣ و٢٠٠٣. وتفوق التقلبية العقدية الملحوظة على مستوى سجل مقاييس المد والجزر تفسيرات التقلبية المأخوذة عن تقديرات تغيّر المد الحراري والجليد القاري، المستخلصة من حالات المراقبة. أضف إلى ذلك أن التقلبية العقدية الملحوظة في المد الحراري تتعدى نماذج المحاكاة الخاصة بالقرن العشرين. وبالتالي، فإن الأسباب الفيزيائية للتقلبية الملحوظة على مستوى سجل مقاييس المد والجزر غير مؤكدة. ولا تساهم تلك المسائل العالقة الخاصة بتغيّر مستوى سطح البحر وتقلبيته العقدية الفترة الممتدة ما بين العامين ١٩٦١ و٢٠٠٣، في تحديد كمًّ من الأسباب التي أدّت إلى إرتفاع مستوى سطح البحر (من العام ١٩٩٣ إلى العام ٢٠٠٣) تعود إلى التقلبية الداخلية الطبيعية، وكمٍّ آخر منها يعود إلى التغيّر المناخي البشري المنشأ. {٥.٥، ٩.٥}