الملخّص الفني ٥: التنبؤ بالتغيّرات المستقبلية
منذ تقرير التقييم الثالث، حصلت تطورات هامة في علم تنبؤ تغيّر المناخ. وقد بُذلت جهود فريدة من نوعها من أجل توفير نماذج جديدة ودقيقة ووضعها في خدمة الباحثين الموجودين خارج مراكز النمذجة. وقد طوّر فريق يتألف من ١٤ مجموعة متخصصة في وضع نماذج الدوران العام للغلاف الجوي - المحيطات من ١٠ بلدان مختلفة، مستخدماً ٢٣ نموذجاً، سلسلة من التجارب المعيارية المنسقة. وتشكّل قاعدة البيانات المتعددة النماذج التي تم التوصل إليها، والتي خضعت لتحليل مئات الباحثين من كافة أنحاء العالم، قاعدة أساسية لتقييم نتائج هذا النموذج. وقد تم التوصل إلى تطورات عديدة من جراء إستخدام نماذج فردية ومجموعات متعددة النماذج للمجموعات المتعددة الأعضاء (مثلاً: لاختبار حساسية الإستجابة للشروط الأساسية). ويسمح هذان النوعان من المجموعات القيام بدراسات أكثر متانةً عن تراوح نتائج النموذج والقيام بتقييم عددٍ أكبر من النماذج بدلاً من الملاحظات، كما يؤمنان معلومات جديدة حول التقلبية الاحصائية الخاضعة للمحاكاة. {٨.١، ٨.٣، ٩.٤، ٩.٥، ١٠.١}
يركز هذا التقرير على عددٍ من الطرق الهادفة إلى تقديم إسقاطات محتملة حول تغيّر المناخ، لجهة المعدّلات العالمية والصور الجغرافية المفصّلة التي برزت منذ تقرير التقييم الثالث. وهي تتضمن طرقاً تستند إلى نتائج مجموعات نموذج الدوران العام للغلاف الجوي - المحيطات، من دون تطبيق القيود الملحوظة بشكل رسمي، كما تتضمن طرقاً تستند إلى الكشف بالطرق الحسابية، وإلى مجموعات كبرى من النماذج توفر إسقاطات تتماشى مع الملاحظات المتعلقة بتغيّر المناخ والشكوك ذات الصلة. وباتت بعض الطرق تُعتبر مصادر غير موثوقة على الإطلاق، ومنها التأثير التفاعلي للمناخ وامتصاص حرارة المحيطات والتأثير الإشعاعي ودورة الكربون. وتعيق ميولٌ حديثة لوحظت بالمراقبة بعض الإسقاطات القصيرة الأمد. وطرحت بعض الدراسات إحتمالات إضافية، مثل أرجحية التغيّرات المستقبلية في الظواهر المتطرفة كموجات الحرّ التي يمكن أن تحصل نتيجة التأثيرات البشرية. وحصلت أيضاً بعض التطورات منذ تقرير التقييم الثالث، وذلك من خلال دراسات أكثر شمولية تناولت التغيّرات المناخية الملتزمة والتأثير التفاعلي في الكربون على المناخ. {٨.٦، ٩.٦، ١٠.١، ١٠.٣، ١٠.٥}
توفّر التطورات التي شهدها علم نمذجة تغيّر المناخ قاعدةَ إحتمالات تمييز الإسقاطات المتعلقة بتغيّر المناخ، بالنسبة إلى عدة سيناريوهات من التقرير الخاص عن سيناريوهات الإنبعاثات. ويتعارض ذلك مع تقرير التقييم الثالث. عجزت سيناريوهات دليلية مختلفة عن تحديد تراوحات للإحتمالات. وبالنتيجة، يحدد هذا التقييم ويعدد إختلاف الطباع بين الشكوك التي تحيط بنمذجة المناخ، وتلك التي تتعلق بالافتقار إلى المعرفة المسبقة بالقرارات التي ستؤثر على إنبعاثات غاز الدفيئة. وقد يُعزى نقص المعلومات ذات الصلة بالسياسات إلى جمع الإسقاطات المحتملة. ولهذه الأسباب، لم تُدرج الإسقاطات المتعلقة بمختلف سيناريوهات الإنبعاث في هذا التقرير.
وتعتبر محاكاة النماذج المستخدمة هنا إستجابة النظام المناخي الفيزيائي لسلسلة من الشروط المستقبلية المحتملة، عبر إستخدام فرضيات مثالية حول الإنبعاثات أو التركيز. وهي تتضمن تجارب تظهر غازات الدفيئة والأهباء الجوية مستقرة على مستويات العام ٢٠٠٠، وتجارب تتعلق بإزدياد كميات ثاني أكسيد الكربون بضعفين وأربعة أضعاف، والسيناريوهات الدليلية المضمونة في التقرير الخاص بالفترة المتراوحة بين العامين ٢٠٠٠ و٢١٠٠، بالإضافة إلى تجارب خاصة بغازات الدفيئة والأهباء الجوية التي حافظت على استقرارها بعد العام ٢١٠٠، مضيفةً معلومات جديدة عن النواحي الفيزيائية للتغيّر والاستقرار المناخي الطويل المدى. ولم تتضمن سيناريوهات التقرير الخاص مبادرات مناخية. فهذا التقييم الذي تقدم به الفريق العامل الأول لا يدرس إمكانية أو أرجحية سيناريو معين من سيناريوهات الإنبعاثات. {١٠.١، ١٠.٣}
وتكمل سلسلة جديدة من البيانات المتعددة النماذج، التي تستخدم نماذج نظام الأرض المتوسطة التعقيد، تجارب نموذج الدوران العام للغلاف الجوي – المحيطات بهدف تمديد أفق الوقت لقرونٍ إضافية في المستقبل. ما يقدم سلسلة أشمل من بالفترة النماذج في هذا التقييم، بالإضافة إلى معلومات جديدة حول تغيّر المناخ على فترات طويلة من الزمن يكون فيها تركيز غاز الدفيئة والأهباء الجوي مستقراً. وتتضمن بعض نماذج الدوران العام للغلاف الجوي - المحيطات ونماذج نظام الأرض المتوسطة التعقيد، مكونات محتملة من دورة الكربون، ما سمح بتقدير الآثار المتوقعة والشكوك ذات الصلة لجهة التغذية المرتدة في دورة الكربون. {١٠.١}