إحتياجات إلى بحث متعلّق بعلم المناخ
إثنان من المطالب المعيّنة الأكثر أهميّة يتعلّقان بالبحث حول علم تغيّر المناخ، ولكن تمّ التعريف بهما على أنّهما عائقان أمام البحث حول التأثيرات والتكيّف وسرعة التأثّر.
- أمّا الأول فهو أن فهم التأثيرات المستقبليّة المحتملة يعوقه نقص المعرفة حول طبيعة التغيّرات المستقبليّة خاصة على النطاق الإقليمي، وعلى وجه الخصوص بالنظر إلى تغيّرات التهاطلات ونتائجها الهيدرولوجيّة على موارد المياه والتغيّرات في الظواهر المتطرّفة. ويعود ذلك إلى عدم ملاءمة تصاميم المناخ على النطاقات المكانيّة المطلوبة [الجداول ٢.٥، ٣.٣.١، ٣.٤.١، ٤.١].
- أمّا الأمر الثاني فيتعلّق بتغيّر المناخ المفاجئ. يطلب واضعو السياسات فهم تأثيرات مثل هذه الظواهر، كضعف دوران الإنقلاب الجنوبي في شمال الأطلسي. لكن، يستحيل إكمال التقارير حول التأثيرات من دون فهم أفضل للظهور المحتمل لهذه الظواهر على النطاق الإقليمي [٦.٨، ٧.٦، ٨.٨، ١٠.٨.٣].
ملاحظات, المراقبة والعزو
يتعيّن تحضير دراسات واسعة النطاق وبعيدة المدى من أجل تقييم تأثيرات تغيّر المناخ الملحوظة في الأنظمة المدارة وغير المدارة وفي نشاطات الإنسان. وسيسمح ذلك بفهم أكبر لمتى وأين تصبح التأثيرات قابلة للإكتشاف، وبمعرفة موقع البقع الحارّة وسبب كون بعض المناطق سريعة التأثّر أكثر من غيرها. ويجدر إجراء ملاحظات عالية الجودة من أجل التوصّل إلى فهم كامل للأسباب ومن أجل عزو بيّن حول توجّهات اليوم الحالي لتغيّر المناخ [١.٤.٣، ٤.٨].
كما ينبغي إجراء مراقبة على نحو منتظم لسرعة تقدّم العتبات الهامة (على سبيل المثال، عتبات تغيّر المناخ المفاجئة) [ ٦.٨، ١٠.٨.٤].
إجهادات مختلفة, العتبات والأشخاص والأماكن السريعة التأثّر
لقد بات واضحاً في تقرير التقييم الرابع أن تأثيرات تغيّر المناخ تكون الأكثر ضرراً عندما تحصل في ظل إجهادات متعددة تنتج عن الآثار، مثل العولمة والفقر والحكم الفقير والإستيطان حول الشواطئ المنخفضة. وقد حصل تطوّر هام لجهة فهم نوعيّة السكّان والأمكنة المتوقّع تأثّرها بشكل متفاوت بالأوجه السلبيّة لتغيّر المناخ. ومن الأهميّة فهم أي الخصائص تعزّز سرعة التأثر، وأي الخصائص تقوّي القدرة على التكيّف عند بعض الأشخاص وفي بعض الأماكن، وأي الخصائص تعرّض الأنظمة الفيزيائيّة والبيولوجيّة والبشريّة إلى تغيّرات لا يمكن محوها كنتيجة التعرّض للإجهادات المناخيّة أو غيرها [٧.١، الإطار ٧.٤، ٩.١ والملخّص التنفيذي ٩]. كيف تمكن إدارة الأنظمة من أجل تقليص خطر التغيّرات التي لا يمكن محوها؟ إلى أي مدى بتنا على مقربة من النقاط الحرجة / وعتبات النظم الإيكولوجيّة الطبيعيّة مثل غابة الأمازون المطيرة؟ أي تغذية مرتدّة إيجابيّة ستطرأ إذا ما تمّ الوصول إلى مثل هذه النقطة الحرجة؟
تغيّر المناخ والتكيّف والتنميّة المستدامة
يشير تقرير التقييم الرابع إلى وجود ترابط بين القدرة على التكيّف والتنميّة المستدامة، كما يشير إلى إحتمال أن تكون المجتمعات التي تتابع السبيل نحو التنميّة أكثر مرونة تجاه تأثيرات تغيّر المناخ. ينبغي إجراء المزيد من الأبحاث بغية تحديد العوامل التي تؤدي إلى هذا الترابط ومن أجل معرفة كيف يؤدّي تعزيز القدرة على التكيّف إلى دعم التنميّة المستدامة والعكس [٢٠.٩].
ومن المحتمل أن يتطلّب الفهم الإضافي للتكيّف مقاربات التعلّم عن طريق العمل، حيث يتم تعزيز الأساس المعرفي من خلال مراكمة الخبرة العمليّة.
تكاليف تغيّر المناخ, تكاليف التأثيرات والإستجابات (التكيّف والتخفيف)
- يمكن إيجاد عدد ضئيل من المعلومات حول تأثيرات تغيّر المناخ في التقرير [٥.٦، ٦.٥.٣، ٧.٥]. لا يزال النقاش دائراً حول موضوع كيفيّة قياس التأثيرات وإستعمال أي مقياس متريّ بغية التأكد من القابليّة للمقارنة [٢.٢.٣، ١٩.٢.٣.٢، ٢٠.٩].
- أمّا المعلومات حول تكاليف التكيّف وفوائده فمحدودة ومتقطّعة [١٧.٢.٣]. كما أنّها تركّز على إرتفاع مستوى سطح البحر والزراعة إلى جانب تقارير محدودة حول طلب الطاقة وموارد المياه والنقل. وهناك تركيز على الولايات المتحدة الأميركية وعلى دول أخرى من منظمة التعاون والتنمية الإقتصاديّة (OCDE) في حين أن الدراسات محدودة حول الدول الناميّة [٣.٢.١٧].
يتيح الفهم الأفضل لتكاليف تأثيرات تغيّر المناخ والتكيّف أمام واضعي السياسات فرصة التفكير بالإستراتيجيات الأمثل من أجل تطبيق سياسات التكيّف وخاصّة في ما يتعلّق بالوقت والكميّة [١٧.٢.٣.١].