IPCC Fourth Assessment Report: Climate Change 2007
تقرير الفريق العامل الثاني ‎‎-- التأثيرات والتكيّف وسرعة التأثّر

أفريقيا

من المرجّح أن يتأثر بشدّة الإنتاج الزراعي في عدة بلدان ومناطق أفريقية بسبب تغيّر المناخ وتقلبيّته، ما سيؤثر سلباً على الأمن الغذائي ويزيد من سوء التغذية (ثقة عالية جداً).

يشكّل كل من المحاصيل الزراعية والإعتماد على الموارد الطبيعية جزءاً هاماً من المعيشة المحلية في عدد كبير من البلدان الأفريقية لكن ليس في جميعها. تعتبر الزراعة مساهماً هاماً في الإقتصاد القائم في معظم البلدان الأفريقية، بمعدل ٢١%، كما تشكّل نسبة تتراوح ما بين ١٠% إلى ٧٠% من إجمالي الناتج المحلي. وتشير إلى أن الدخل خارج المزارع يُزيد من مساهمة الزراعة الكلية في بعض البلدان [٩.٢.٢، ٩.٤.٤]. تظهر الخسائر الزراعية فادحة في عدة مناطق (الساحل، وشرق إفريقيا والجنوب الإفريقي، مثلاً) ترافقها تغيّرات خلال فترة نمو النبات، ما يؤثر على النظم المختلطة البعلية والقاحلة وشبه القاحلة وفقاً لبعض التوقعات المناخية. في بعض البلدان، يمكن خفض المحاصيل من الزراعة المطرية إلى النصف بحلول العام ٢٠٢٠. على المستوى المحلي، من المرجّح أن يتكبّد عدد من الأفراد خسائر إضافية في معيشتهم عندما يتزامن التغيّر المناخي وتقلبيّته مع عوامل إجهاد أخرى. (النزاع، مثلاً) [٩.٢.٢، ٩.٦.١].

من المرجّح أن يؤدي تغيّر المناخ وتقلبيّته إلى خسارة بعض الأنواع الأحيائية وإنقراضها وتقييد «المساحات المناخية» لعدة نباتات وحيوانات، ونطاقات تواجدها (ثقة عالية).

تم رصد تغيّرات في مجموعة متنوعة من النظم الإيكولوجية، خاصة في النظم الإيكولوجية في الجنوب الإفريقي، بوتيرة أسرع من المتوقع نتيجةَ مجموعةٍ من العوامل، ومن بينها تأثير المناخ، في النظم الإيكولوجية الجبلية مثلاً. [٩.٤.٥،٤.٤.٢،٤.٤.٣،٤.٤.٨]

في البيئات غير المستغلة، من المتوقع حصول تأثيرات وتأثيرات تفاعلية عديدة ومتفاعلة بسبب التغيّرات المناخية، لكنها تتفاقم بفعل العوامل غير المناخية (ثقة عالية).

تظهر التأثيرات على جبل كيليمانجارو، مثلاً، تراجعاً في الأنهار الجليدية والغطاء الجليدي نتيجة العديد من العوامل التفاعلية (على غرار الإشعاع الشمسي، والتغيّرات في النبات والتفاعلات البشرية)، مع تراجع في مساحة الأنهار الجليدية تبلغ نسبته حوالي ٨٠% خلال الفترة الممتدة ما بين العامين ١٩١٢ و٢٠٠٣ (أنظرالرسم ١٠). أدّت خسارة «غابات السحاب» بسبب الحرائق، مثلاً، منذ العام ١٩٧٦، إلى تراجع سنوي في الينابيع المائية المتأتية من الضباب بلغت نسبته ٢٥% (يوازي كمية مياه الشرب السنوية التي تغطي حوالي مليون شخص يعيشون حول جبل كيليمانجارو) [٩.٤.٥].

الرسم 10

الرسم ١٠ في الملخّص الفني. التغيّرات في القلنسوة الثلجية والغلاف الثلجي في جبل كيليمانجارو على مر الوقت. التراجع في مساحة الأنهار الجليدية في كيليمانجارو خلال الفترة الممتدة ما بين العامين ١٩١٢ و٢٠٠٣ [أنظر الرسم ٩.٢].

يعتبر الإفتقار في النفاذ إلى المياه السليمة، بسبب عدة عوامل، نقطة تأثر أساسية في عدة مناطق في أفريقيا. من المرجّح أن يتفاقم الوضع بسبب التغيّر المناخي (ثقة عالية جداً).

بحلول العام ٢٠٢٠، تتوقع بعض التقييمات أنه من المقدر أن يتعرض بين ٧٥ و٢٥٠ مليون شخص لإجهاد مائي متزايد بسبب التغيّر المناخي. وإذا ترافق مع الطلب المتزايد، سيؤثر سلباً على الوضع المعيشي ويؤدي إلى تفاقم المشاكل المرتبطة بالمياه. وتظهر بعض التقييمات على سبيل المثال إزدياداً حاداً في الإجهاد المائي وإحتمال إزدياد مخاطر الجفاف في أجزاء من شمال أفريقيا والجنوب الأفريقي وإزدياد في السيلان في شرق أفريقيا. إلا أن النفاذ إلى المياه لا يتأثر بالتغيّر المناخي وحده [٩.٤.١] بل أيضاً بإدارة الأحواض والأنهار (إذ أن عدداً من الأنهار الأفريقية الكبرى متشاركٌ بين عدة بلدان)، وبتدهور الموارد المائية بسبب إستخراج المياه وتلوث الينابيع [٩.٤.١].

يبقى عزو مساهمة التغيّر المناخي في التغيّرات في مخاطر الملاريا موضوع جدل (ثقة عالية).

كما يمكن أن تتأثر الصحّة البشرية وهي تتأثر أصلاً سلباً بمجموعة من العوامل مرتبطة بالتغيّر المناخي وتقلبيّته (في هضبات الجنوب الأفريقي وشرق أفريقيا، مثلاً). يتطلب الجدل القائم حول عزو التغيّر المناخي والملاريا مزيداً من الأبحاث [٩.٤.٣، ٨.٢.٨، ٨.٤.١].

إن أفريقيا هي إحدى القارات الأكثر تأثراً بالتقلبيّة والتغيّر المناخي بسبب العديد من الإجهادات وقدرة تكيّف متدنية، ويساهم في هذا الوضع الفقر المدقع الذي يعاني منه العديد من سكان أفريقيا، والكوارث الطبيعية المتكررة على مثال الجفاف والفيضانات، بالإضافة إلى الزراعة التي تعتمد إلى حد بعيد على هطول الأمطار. إلا أن حالات مرونة لافتة إزاء الإجهادات العديدة قد ظهرت (ثقة عالية).

وتضم إفريقيا عدة أمثلة على إستراتيجيات التأقلم والتكيّف التي تستخدم لإدارة مجموعة من الإجهادات ومن بينها الظواهر المناخية المتطرفة (الجفاف والفيضانات، مثلاً). لكن، على ضوء الإزدياد المحتمل في الإجهادات الشبيهة، من المرجّح أن تكون هذه الاستراتيجيات غير كافية للتكيّف مع تغيّر المناخ وتقلبيّته، نظراً لمشكلة الفقر المستوطن والترتيبات المؤسساتية الضعيفة وقلة النفاذ إلى البيانات والمعلومات، وأعباء صحية متزايدة. [٩.٢.١،٩.٢.٢.، ٩.٢.٥].