أميركا اللاتينية
على مرّ السنين، أثّرت تقلبيّة المناخ والأحداث المتطرفة بشكل كبير على مناطق أميركا اللاتينية (ثقة عالية).
وقع مؤخراً العديد من الأحداث المناخية المتطرفة غير الإعتيادية، كتساقطٍ حاد للأمطار في فنزويلا (١٩٩٩-٢٠٠٥)، والفيضانات في الأرجنتين (٢٠٠٠-٢٠٠٢)، والجفاف في الأمازون (٢٠٠٥) والعواصف الباردة في بوليفيا (٢٠٠٢) ومنطقة بوينوس أيرس (٢٠٠٦)، فضلاً عن إعصار كاترينا غير المسبوق في جنوب المحيط الأطلسي (٢٠٠٤) وموسم أعاصير العام ٢٠٠٥ في حوض الكاريبي. [١٣.٢.٢]. تاريخياً، كانت لتقلبيّة المناخ المتطرفة تأثيرات سلبية على السكان، فارتفعت نسبة الوفيات والأمراض في المناطق المتأثرة. وبإمكان التطورات الحديثة لتقنيات الأرصاد الجوية أن تحسّن نوعية المعلومات الضرورية لتأمين راحة الإنسان وأمنه. وعلى الرغم من ذلك، يؤثّر النقص في كل من معدات المراقبة الحديثة والمعلومات الجوية السيئة ومحطات الطقس الخفيفة الكثافة وعدم مصداقية تقاريرها والنقص في ضبط التقلبات المناخية، على نوعية الأرصاد الجويّة ويترك تأثيرات سلبية على الناس، ما يخفّض من تقديرهم لخدمات الأرصاد الجوية المطبّقة، ومن ثقتهم ببيانات المناخ. كما تؤثّر هذه العيوب على خدمات الأرصاد الجوية وتترك تأثيراً سلبياً على نوعية التحذيرات المبكرة وتقارير الإنذار. [١٣.٢.٥]
سُجّلت خلال العقود الأخيرة تغيّرات هامة في التهطال وإرتفاع في درجات الحرارة (ثقة عالية).
أثّر الإزدياد في تساقط الأمطار في جنوب شرق البرازيل والباراغوي والأوروغواي والأرجنتين وبعض مناطق بوليفيا على إستخدام الأراضي وغلّات المحاصيل، كما زاد من إمكانية حصول الفياضانات وأثّر على شدّتها. ومن جهة أخرى، لوحِظ تراجع في نسبة التهطال في جنوب شيلي وجنوب غرب الأرجنتين وجنوب البيرو وغرب أميركا الوسطى. كما لوحظ إرتفاع في درجات الحرارة بنحو درجة واحدة في أميركا الوسطى وجنوب أميركا وبنصف درجة في البرازيل. ونتيجة إرتفاع درجات الحرارة، يميل تراجع الجليد المُقيّم في تقرير التقييم الثالث إلى التسارع (ثقة عالية جداً). إن المسألة خطيرة جداً في كل من بوليفيا والبيرو وكولومبيا والإكوادور حيث تمت تسوية توفّر المياه للإستهلاك أو توليد الطاقة المائية. [١٣.٢.٤]. من المتوقع أن تزيد هذه المشاكل في المستقبل وأن تصبح مزمنة في حال لم يتم تخطيط إجراءات تكيّف مناسبة وتنفيذها. من المرجّح جداً أن يختفي الجليد الإنديزي الإستوائي الداخلي خلال العصور المقبلة، مؤثراً على توفّر المياه وعلى توليد الطاقة المائية (ثقة عالية). [١٣.٢.٤].
كثّف تغيّر إستخدام الأراضي من الإستخدام الطبيعي للموارد، كما فاقم العديد من عمليات إنحلال الأراضي (ثقة عالية).
تأثّر بشكل كبير حوالي ثلاثة أرباع مساحة الأرض الجافة بعمليات الإنحلال. وأدّت تأثيرات الأعمال البشرية وتغيّر المناخ إلى التراجع في غطاء الأرض الطبيعي وهو يستمر في التراجع بشكل سريع (ثقة عالية). وبشكل خاص، إرتفعت نسب إزالة الأحراج من الغابات الإستوائية في خلال الخمسة أعوام الأخيرة. ومن المؤكد أنه يمكن للأهباء الجوية أن تغيّر درجة الحرارة الإقليمية في منطقة الأمازون الجنوبية ، لحرق الكتلة الأحيائية (ثقة متوسطة). كما يؤثر حرق الكتلة الأحيائية على نوعية الهواء الإقليمي مع تداعيات على صحّة الإنسان. وسيزيد بشكل كبير تغيّر إستخدام الأراضي وتغيّر المناخ من خطر إحتراق النباتات (ثقة عالية). [١٣.٢.٣, ١٣.٢.٤].
يتراوح الإحترار المتوقع في أميركا اللاتينية في نهاية القرن العشرين بموجب نماذج مناخية مختلفة من درجة إلى أربع درجات مئوية لسيناريوهات الإنبعاثات ب٢، ومن درجتين إلى ست درجات للسيناريو أ٢ (ثقة متوسطة).
تشير معظم إنبعاثات الغلاف الجوي الحالية (الإيجابية والسلبية) إلى توفر شذوذ كبير في تساقط الأمطار في مناطق أميركا اللاتينية الإستوائية وشذوذ أصغر في مناطق أميركا الجنوبية الإستوائية. وسيكون لتغيّر درجات الحرارة وللتهطال تأثيرات قاسية على النقاط الساخنة السريعة التأثّر والمشار إليها في الرسم ١٤ في الملخّص الفني. فضلاً عن ذلك، من المرجّح أن ترتفع في المستقبل نسبة تواتر حدوث متطرفات في الطقس والمناخ مثلما هو حال تواتر حدوث الأعاصير العنيفة في حوض الكاريبي. [١٣.٣.١، ١٣.٣.١].
ويتوفر خطر كبير في إحتمال إنقراض عدد من الأنواع في العديد من مناطق أميركا اللاتينية الإستوائية وذلك بموجب تغيّر المناخ المستقبلي (ثقة عالية).
من المتوقع أن تستبدل السافانا تدريجياً الغابة الإستوائية في منتصف القرن في شرق غابة الأمازون وغابات المكسيك الوسطى والجنوبية الإستوائية، كما ستستبدل النباتات الجافة النباتات نصف الجافة في أجزاء من شمال شرق البرازيل ومعظم وسط المكسيك وشماله بسبب الإرتفاع في درجات الحرارة والإنخفاض في توفّر المياه في الأرض (ثقة عالية). [١٣.٤.١]. ومن المرجّح جداً أن يخضع حوالي خمسين بالمئة من الأراضي الزراعية في العام ٢٠٥٠، إلى التصحّر والتملّح في بعض المناطق (ثقة عالية) [١٣.٤.٢]. يتوفّر خطر كبير في خسارة التنوع الأحيائي عن طريق إنقراض الأنواع في العديد من مناطق أميركا اللاتينية الإستوائية. وتعاني سبعة أماكن من بين خمسة وعشرين مكاناً في العالم من تكثيفات عالية من الأنواع المرضية، في أميركا اللاتينية، وتشهد هذه المناطق خسارة لموئلها. تم إنشاء أو التخطيط للعديد من المحميّات الأحيائية والأروقة البيئية للحفاظ على الأنظمة الإيكولوجية في وجه تغيّر المناخ. [١٣.٢.٥].
من المرجّح في العام ٢٠٢٠ أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون إجهاداً في المياه بفضل تغيّر المناخ وأن يتراوح عددهم بين ٧ مليون نسمة و٧٧ مليون نسمة (ثقة متوسطة).
من الممكن أن يرتفع في النصف الثاني من القرن الواحد والعشرين تقلّص توفّر المياه والإرتفاع في طلب عدد كبير من السكان، مع إرتفاع هذه الرسوم لتتراوح ما بين ٦٠ مليوناً و١٥٠ مليوناً. [١٣.٤.٣].
من المرجّح أن تنخفض محاصيل الأرز في العام ٢٠٢٠ مع إرتفاع في محاصيل فول الصويا في المناطق المعتدلة، عندما تؤخذ تأثيرات ثاني أكسيد الكربون بعين الإعتبار (ثقة متوسطة).
أما بالنسبة إلى محاصيل أخرى (قمح وذرة) فإن الإستجابة المتوقعة لتغيّر المناخ هي أكثر شذوذاً بحسب السيناريو المختار. ومن المرجّح أن يبلغ العدد الزائد من الأشخاص المعرضين للمجاعة بموجب السيناريو أ٢، ٥,٢٦ مليوناً و٨٥ مليوناً في الأعوام ٢٠٢٠ و٢٠٥٠ و٢٠٨٠، وذلك في ظل وجود تأثيرات تخصيب منخفضة لثاني أكسيد الكربون (ثقة متوسطة). من المتوقع أن تنخفض إنتاجية المواشي واللبن بسبب إرتفاع درجات الحرارة. [١٣.٤.٢].
من المرجّح جداً أن يؤثر إرتفاع مستوى البحر المتوقع وتقلبيّة الطقس والمناخ، فضلاً عن التطرفات، على المناطق الساحلية. (ثقة عالية).
إرتفع مستوى البحر خلال السنوات العشرين الأخيرة من ميليمتراً واحداً في السنة إلى ٢ ملم-٣ ملم في السنة في جنوب شرق أميركا الجنوبية. [١٣.٢.٤]. أما في المستقبل فمن المتوقع أن يؤدي إرتفاع مستوى البحر إلى إرتفاع خطر حدوث فيضانات في المناطق المنخفضة. ومن المتوقع رؤية التأثيرات السلبية في المناطق المنخضة (كالسلفادور وغوانا وساحل مقاطعة بوينوس أيرس) (ii) وفي المباني والسياحة (كالمكسيك والأوروغوي)،(ii) وفي الشكل الساحلي (كالبيرو)، (iv) وفي شجر المانغروف (كالبرازيل والإكوادور وكولومبيا وفنزويلا)، (v) وتوفّر مياه الشرب على ساحل كوستاريكا في المحيط الهادئ والإكوادور ومصبّ نهر دولا بلاتا. [١٣.٤.٤].
من الضروري أن تتضمن خطط التنمية المستدامة المستقبلية إستراتيجيات تكيّف لتعزيز دمج تغيّر المناخ في سياسات التطوير. (ثقة كبيرة).
تم إقتراح العديد من إجراءات تكيّف القطاعات الساحلية والزراعية والمياه والصحّة. وعلى الرغم من ذلك، يقلّص النقص في القدرة البنائية وإطارات العمل السياسية والمؤسساتية والتكنولوجية المناسبة بالإضافة إلى الدخل المتدني والإستقرار في المناطق السريعة التأثر من فاعلية هذا المجهود. وتتطلب درجة تطوّر المراقبة الحالية وشبكات التحذير تحسيناً وقدرة على بناء الإتصالات وتقويتها لفاعلية عمل أنظمة المراقبة البيئية والإنتشار الموثوق للتحذيرات المبكرة. من جهة أخرى، من المرجّح أن تكون أهداف التنمية المستدامة في دول أميركا اللاتينية معرّضة للشبهات ومؤثرة بشكل سلبي على قدرة هذه البلدان على التوصل إلى أهداف تطوير في الألفية. [١٣.٥].