IPCC Fourth Assessment Report: Climate Change 2007
تقرير الفريق العامل الثاني ‎‎-- التأثيرات والتكيّف وسرعة التأثّر

شمال أميركا

يملك شمال أميركا قدرة تكيّف هامة تم إستخدامها بشكل فاعل على مرّ السنين، لكن هذه القدرة لم تحمِ دائماً سكّانها من تأثيرات تقلبيّة المناخ السلبية ومن أحداث الطقس المتطرفة (ثقة عالية جداً).

يبيّن الضرر والخسائر البشرية من جرّاء إعصار كاترينا في آب / أغسطس ٢٠٠٥، وجود قيود على صعيد القدرة على التكيّف مع الظواهر المتطرفة. وشجّعت التقاليد والمؤسسات في أميركا الشمالية على إعتماد إطار عمل يقوم على الإستجابة المركزية حيث يميل التكيّف إلى أن يكون تفاعلياً وغير موزعٍ بشكلٍ عادلٍ، كما أنه يركّز على التعامل مع المشاكل عوضاً عن تفاديها. وتعتبر عملية إدخال مسائل المناخ في عملية إتخاذ القرار مفتاحاً أساسياً للإستدامة. [١٤.٢.٣، ١٤.٢.٦، ١٤.٤، ١٤.٥، ١٤.٧].

يعتبر التركيز على التكيّف الفاعل خطراً لأنه من المرجّح أن يستمر الضرر الإقتصادي المتأتي من الطقس المتطرف بالإرتفاع مع تسجيل تبعات مباشرة وغير مباشرة من جراء تغيّر المناخ الذي يؤدي دوراً كبيراً في ذلك (ثقة عالية جداً).

على مرّ العقود المتعددة الماضية، إرتفع الضرر الإقتصادي المتأتي من الأعاصير في أميركا الشمالية على مدى أربع فترات (الرسم ١٥ في الملخّص الفني) بسبب إرتفاع كبير في قيمة البنى الأساسية المعرّضة للخطر [١٤.٢.٦]. وتضم التكاليف في أميركا الشمالية مليارات الدولارات على صعيد الملكية المتضررة، فضلاً عن تخفيض الإنتاج الإقتصادي والخسائر البشرية [١٤.٢.٦، ١٤.٢.٧، ١٤.٢.٨]. وتؤثر الأضرار المتأتية من الظواهر المتطرفة على الناس الذين لا يحظون بالحماية الإقتصادية والإجتماعية، خاصة الفقراء والسكّان الأصليين الموجودين في أميركا الشمالية [١٤.٢.٦].

الرسم 15

الرسم ١٥. المعدّل في كل عقد (معدّل ست سنوات من العام ٢٠٠٠ إلى العام ٢٠٠٥) مجموع الطاقة المبددة من الإعصار، خسائر بشرية وأضرار إقتصادية منتظمة التضخّم (آلاف الدولارات الأميركية) من الأعاصير التي أدّت إلى إنزلاق التربة في الولايات المتحدة الأميركية منذ العام ١٩٠٠. [الرسم١٤.١].

من المرجّح أن يُفاقم تغيّر المناخ إجهادات أخرى على البنى الأساسية وصحّة الإنسان والأمان في المراكز الحضرية (ثقة عالية جداً).

من المرجّح أن تترافق تأثيرات تغيّر المناخ في المراكز الحضرية مع الحرارة الحضرية في الجزر وتلوّث الهواء والمياه وتدهور وضع البنى الأساسية وعدم التكيّف مع المناخ الحضري، فضلاً عن تكدس السلع وتحديات على صعيد إمدادات المياه ونوعيتها وهجرة السكان ونموهم وشيخوخة السكان [١٤.٣.٢، ١٤.٤.١، ١٤.٤.٦].

من المرجّح جداً أن تتعرض المجتمعات الموجودة على السواحل والموائل إلى إجهادات من جرّاء تأثيرات تغيّر المناخ التي تتفاعل مع التطوير والتلوث (ثقة عالية جداً).

يرتفع مستوى البحر على طول الساحل ومن المرجّح أن يرتفع معدّل التغيّر في المستقبل، مما يؤدي إلى تفاقم التأثيرات المتأتية من السيول التدريجية والفيضانات من جرّاء عرام العواصف فضلاً عن تعرية الشواطئ [١٤.٢.٣، ١٤.٤.٣]. ومن المرجّح أن تكون تأثيرات العواصف أكثر حدّة خاصة على طول سواحل الأطلسي والخليج [١٤.٤.٣]. أما سبخات الملح والموائل الساحلية الأخرى والأنواع الخاضعة فمهددة الآن وفي العقود المقبلة بسبب إرتفاع مستوى البحر والمنشآت التي تعيق الهجرة نحو اليابسة، والتغيّرات في المزروعات [١٤.٢]. ويزيد النمو البشري وإرتفاع قيمة البنى الأساسية في المناطق الساحلية من سرعة التأثر بتقلبيّة المناخ وتغيّر المناخ في المستقبل مع إحتمال إرتفاع الخسائر في حال إرتفعت حدّة العواصف المدارية. ويعتبر التكيّف الحالي مع المخاطر الساحلية غير منتظم، كما أن نسبة الإستعداد للتعرض ضئيلة [١٤.٢.٣، ١٤.٤.٣، ١٤.٥].

لدرجات الحرارة المرتفعة والطقس المتطرف تأثيرات سلبية على صحّة الإنسان تتبلور في الوفاة الناتجة عن الحرارة والتلوث، والوفاة بنتيجة العواصف، والأضرار والأمراض المعدية، كما أنه من المرجّح أن يزداد ذلك مع تغيّر المناخ وفي ظل غياب الإجراءات الفاعلة المضادة لها (ثقة عالية جداً).

في ظل التقدّم على صعيد العناية بالصحّة والبنى التحتية والتكنولوجيا والنفاذ، من الممكن أن يزيد تغيّر المناخ من خطر الوفيات بسبب موجات الحرارة والأمراض المتأتية من المياه وتراجع نوعية المياه [١٤.٤.١] بالإضافة إلى الأمراض التنفسية من خلال التعرّض للقاح، والأوزون والأمراض المعدية (ثقة منخفضة) [١٤.٢.٥، ١٤.٤.٥].

من المرجّح جداً أن يعيق تغيّر المناخ موارد المياه، في أميركا الشمالية، التي يتم إستخدامها بشكل هائل حالياً والتي تتفاعل مع الإجهادات الأخرى (ثقة عالية).

من المرجّح جداً أن يؤثر تراجع الكتل الثلجية وإرتفاع التبخر بسبب إرتفاع درجات الحرارة على توقيت وتوفّر المياه، كما من المرجّح جداً أن يزيد المنافسة على صعيد إستخدامات المياه [إطار ١٤.٢، ١٤.٤.١]. من المرجّح أن يفرض الإحترار إجهاداً إضافياً على توفّر المياه الجوفية، فتُجمع تأثيرات الطلب الأعلى من جرّاء التطوير الإقتصادي مع النمو السكاني (ثقة متوسطة) [١٤.٤.١]. من المرجّح في الأنهار الكبيرة وفي بعض أنظمة الأنهار الرئيسية أن يؤدي التدني في مستويات المياه إلى مشاكل في نوعية المياه والملاحة وتوليد الطاقة المائية وتغيّرات المياه والتعاون الوطني الثنائي [١٤.٤.١، إطار ١٤.٢].

تزداد الإضطرابات كالحرائق الكبيرة وظهور الحشرات ومن المرجّح أن تزيد حدّتها في مستقبلٍ يعاني الإحترار لتترافق مع تربة أكثر جفافاً ومواسم نمو أطول، كما أنها تتفاعل مع التغيّرات في إستخدام الأراضي والتطوير الذي يؤثر في مستقبل الأنظمة الإيكولوجية على الأرض (ثقة عالية).

رفع منحى المناخ الحالي إنتاج النظام الإيكولوجي الصافي الأولي، ومن المرجّح أن يستمر هذا المنحى في العقود القليلة المقبلة [١٤.٢.٢]، لكن، مع إرتفاع الحرائق الكبيرة وظهور الحشرات، من المرجّح أن تزداد حدّته في مستقبل يعاني الإحترار [١٤.٤.٢، إطار ١٤.١]. وعلى مر القرن الحادي والعشرين، من المرجّح أن يعيد توجّه الأنواع والأنظمة الإيكولوجية نحو الشمال ونحو المرتفعات، ترتيب خريطة الأنظمة الإيكولوجية في أميركا الشمالية. ومن المرجّح أن يعيق إستمرار إرتفاع الإضطرابات تخزينَ الكربون وأن يسهّل دخول الأنواع الدخيلة وأن يزيد من إحتمال التغيّر في خدمات الأنظمة الإيكولوجية [١٤.٤.٢ ، ١٤.٤.٤].