IPCC Fourth Assessment Report: Climate Change 2007
تقرير الفريق العامل الثاني ‎‎-- التأثيرات والتكيّف وسرعة التأثّر

أوروبا

لقد تم توثيق التأثيرات الواسعة النطاق للتغيّرات في المناخ الحالي في أوروبا للمرة الأولى (ثقة عالية جداً).

أثّر إتجاه الإحترار والتغيّرات المتقلبة مكانياً في التهطال على تركيبة الغلاف الجليدي وعمله (تراجع الأنهار الجليدية وإتساع التربة الصقيعية) بالإضافة إلى النظم الإيكولوجية الطبيعية والمدارة (طول فترة نمو النبات، تحوّل الأنواع والصحّة البشرية بسبب موجة حرّ شديدة لا سابقة لها) [١٢.٢.١]. أثرت موجة الحرّ في العام ٢٠٠٣ في أوروبا (أنظر الرسم ١٣) بشدة على النظم الأحيائية الفيزيائية والمجتمع (سجّلت حوالي ٣٥٠٠٠ حالة وفاة إضافية) [١٢.٦.١]. وتتماشى التغيّرات الملحوظة مع التأثيرات المتوقعة لتغيّر المناخ في المستقبل [١٢.٤].

الرسم 13

الرسم ١٣ في الملخّص الفني. خصائص موجة الحرّ في العام ٢٠٠٣: (ا) إختلال في درجات الحرارة في حزيران / يونيو وتموز / يوليو وآب / أغسطس مقارنة بالفترة الممتدة ما بين العامين ١٩٦١و١٩٩٠, (ب-د) درجات الحرارة في حزيران / يونيو وتموز / يوليو وآب / أغسطس في سويسرا, (ب) الملحوظة خلال الفترة الممتدة ما بين العامين ١٨٦٤و٢٠٠٣, (ج) محاكاة من خلال إستخدام نموذج مناخي إقليمي للفترة الممتدة ما بين العامين ١٩٦١و١٩٩٠, (د) محاكاة للفترة الممتدة ما بين العامين ٢٠٧١و٢١٠٠ وفقاً لسيناريو التقرير الخاص أ٢. تمثل العواميد في الألواح (ب-د) متوسط درجات الحرارة في الصيف لكل سنة خلال الفترة الزمنية المدروسة, ويشار إلى توزيع غوس بالأسود. [الرسم ١٢.٤]

ستزداد المخاطر المرتبطة بالمناخ إلى حد بعيد، على الرغم من إختلاف التغيّرات جغرافياً (ثقة عالية جداً).

من المرجّح أن تزداد الفيضانات في الشتاء في المناطق المحاذية للبحر، والفيضانات السريعة في أوروبا كلها بحلول العام ٢٠٢٠ [١٢.٤.١]. كما من المرجّح أن تهدّد الفيضانات الساحلية المرتبطة بالعواصف المتزايدة (خاصة في شمال شرق الأطلسي) وإرتفاع مستوى البحر، ١.٥ مليون شخص إضافي سنوياً بحلول العام ٢٠٨٠، ومن المتوقع أن يزداد تآكل السواحل [١٢.٤.٢]. ستؤدي الظروف الأكثر دفئاً وجفافاً إلى جفاف متكرر وأطول (بحلول العام ٢٠٧٠، ستتكرر مراحل الجفاف الحالية التي تدوم ١٠٠ سنة كل ٥٠ سنة أو أقل في جنوب أو جنوب شرق أوروبا)، بالإضافة إلى طول موسم الحرائق وإزدياد مخاطر الحريق، خاصة في منطقة المتوسط [١٢.٣.١]، [١٢.٤.٤]. كما من المتوقع إرتفاع وتيرة الحرائق الكارثية في أراضي الخث المصرّفة في أوروبا الوسطى والشرقية [١٢.٤.٥]. وسترتفع وتيرة الإنهيارات الصخرية بسبب تزعزع الجدران الجبلية نتيجة إرتفاع درجات الحرارة وذوبان التربة الصقيعية [١٢.٤.٣].

قد تكون بعض التأثيرات إيجابية، مثل تراجع الوفيات بسبب البرد بفضل إرتفاع درجات الحرارة في الشتاء. لكن، من جهة أخرى، وفي غياب تدابير التكيّف، من المتوقع أن تزداد المخاطر الصحيّة بسبب إرتفاع وتيرة موجات الحرّ، خاصة في أوروبا الوسطى والجنوبية والشرقية، بالإضافة إلى إزدياد الفيضانات والتعرّض للأمراض التي تحملها الناقلات والأغذية [١٢.٤.١١].

من المرجّح أن يكبّر تغيّر المناخ الإختلافات الإقليمية في الموارد الطبيعية والموجودات في أوروبا (ثقة عالية جداً).

تشير سيناريوهات تغيّر المناخ إلى إحترار هام (سيناريو أ١ : ٢.٥ إلى ٥.٥ درجة مئوية، ب٢: ١ إلى ٤ درجات مئوية)، يزداد في الشتاء في الشمال، وفي الصيف في أوروبا الجنوبية والوسطى [١٢.٣.١]. من المتوقع أن يزداد متوسط التهطال السنوي في الشمال وأن يتراجع في الجنوب. إلا أن التغيّرات الموسمية ستكون أكثر وضوحاً: من المتوقع أن يتراجع التهطال في الصيف ما نسبته حوالي ٣٠% إلى ٤٥% فوق حوض المتوسط، وأيضاً فوق أوروبا الشرقية والوسطى، وبدرجة أقل فوق أوروبا الشمالية، وحتى في إسكاندينافيا الوسطى [١٢.٣.١]. من المرجّح أن يزداد رصد المصائد البحرية وإنتاجها في شمال الأطلسي [١٢.٤.٧]. كما يُرجّح أن تتغيّر ملاءمة المحاصيل في أوروبا، وأن تزداد إنتاجية المحاصيل (مع بقاء جميع العوامل الأخرى ثابتة) في أوروبا الشمالية، وأن تتراجع في المتوسط وفي جنوب شرق أوروبا [١٢.٤.٧]. من المتوقع أن تتوسع الأحراج في الشمال وتتراجع في الجنوب [١٢.٤.٤]. من المرجّح أن تزداد إنتاجية الأحراج والكتلة الأحيائية الإجمالية في الشمال وتتراجع في أوروبا الوسطى والشرقية، فيما يُرجّح أن يتسارع معدّل وفيات الأشجار في الجنوب [١٢.٤.٤]. من المتوقع أن تبرز الإختلافات في توفر المياه بين المناطق بوضوح أكبر: إرتفاع متوسط السيلان السنوي في الشمال / شمال غرب أوروبا، وتراجع في الجنوب / جنوب شرق أوروبا (من المتوقع إن يتراجع التدفّق المنخفض في الصيف بمعدّل قد يصل حتى ٥٠% في أوروبا الوسطى وحتى ٨٠% في بعض الأنهار في أوروبا الجنوبية) [١٢.٤.١،١٢.٤.٥ ].

من المرجّح أن يزداد الإجهاد المائي بالإضافة إلى عدد الأفراد الذين يعيشون في أحواض الأنهار في ظل إجهاد مائي مرتفع (ثقة عالية).

من المرجّح أن يزداد الإجهاد المائي في أوروبا الوسطى والجنوبية. ومن المرجّح أن تزداد نسبة المنطقة التي تعاني إجهاداً مائياً عالياً من ١٩% إلى ٣٥% بحلول العام ٢٠٧٠، وعدد الأفراد المعرضين من ١٦ مليون إلى ٤٤ مليون [١٢.٤.١]. إن المناطق الأكثر تعرّضاً هي أوروبا الجنوبية وبعض مناطق أوروبا الوسطى والشرقية [١٢.٤.١]. من المتوقع أن تتراجع القدرة على إنتاج الطاقة الكهرمائية في أوروبا بمعدل ٦% وبمعدل %٢٠ إلى ٥٠% حول المتوسط بحلول العام ٢٠٧٠ [١٢.٤.٨.١].

من المتوقع أن تتأثر النظم الطبيعية في أوروبا والتنوع الأحيائي إلى حد بعيد بتغيّر المناخ (ثقة عالية جداً). من المرجّح أن تواجه الأكثرية الأوسع من المخلوقات والنظم الايكولوجية مصاعب في التكيّف مع تغيّر المناخ (ثقة عالية).

من المرجّح أن يؤدي إرتفاع مستوى البحر إلى إنتقال البحار نحو الداخل وخسارة حوالي ٢٠% من الأراضي الرطبة الساحلية [١٢.٤.٢] ، ما يؤدي إلى خسارة توفّر الموائل لعدة أنواع تتوالد أو تحفر موائلها في المناطق الساحلية المنخفضة [١٢.٤.٦]. ستختفي الأنهار الجليدية الصغيرة وتتقلص الأنهار الأكبر حجماً إلى حد بعيد (من المتوقع أن يتقلص حجمها بنسبة تتراوح ما بين ٣٠% و٧٠% بحلول العام ٢٠٥٠) خلال القرن الحادي والعشرين [١٢.٤.٣]. ومن المتوقع أن تختفي عدّة مناطق من التربة الصقيعية في القطب الشمالي [١٢.٤.٥]. أما في المتوسط فمن المتوقع أن تختفي عدة نظم إيكولوجية مائية عابرة، وأن تتقلص النظم الإيكولوجية الدائمة وتمسي عابرة [١٢.٤.٥]. ووفقاً لبعض السيناريوهات، من المتوقع أن يؤدي توسّع الأحراج نحو الشمال إلى تراجع مناطق التندرة الحالية [١٢.٤.٤]. وتواجه الجبال خسارة في الأنواع الأحيائية تصل نسبتها إلى ٦٠% وفقاً لسيناريوهات الإنبعاثات المرتفعة بحلول العام ٢٠٨٠ [١٢.٤.٣]. من المرجّح أن تمسي نسبة مئوية كبيرة من النباتات الأوروبية (حتى ٥٠% وفقاً لإحدى الدراسات) شديدة التأثر أو في خطر أو متجهة نحو الإنقراض مع نهاية هذا القرن [١٢.٤.٦]. من المرجّح أن تكون خيارات التكيّف محدودة بالنسبة إلى عدة مخلوقات ونظم إيكولوجية. على سبيل المثال، من المرجّح جداً أن يؤدي التناثر المحدود إلى الحدّ من مجموع معظم الزواحف والحيوانات البرمائية [١٢.٤.٦]. كما يُرجّح ألا تتمكن السواحل المنخفضة والهابطة جيولوجياً من التكيّف مع إرتفاع مستوى البحر [١٢.٥.٢]. ما من خيارات واضحة للتكيّف مع تغيّر المناخ متاحة للتندرة أو للنبات في الألب [١٢.٥.٣]. يمكن تحسين قدرة النظم الايكولوجية على التكيّف من خلال الحدّ من الإجهادات البشرية [١٢.٥.٣،١٢.٥.٥]. وقد تظهر الحاجة إلى مواقع حفظ جديدة إذ أنه من المرجّح جداً أن يؤدي تغيّر المناخ إلى تغيير ظروف ملاءمة عدد من الأنواع في المواقع الحالية (في ظل تغيّر المناخ، ومن أجل بلوغ أهداف المحافظة، تجب زيادة مساحة المحميّات الحالية في الإتحاد الأوروبي بمعدل ٤١%) [١٢.٥.٦].

من المتوقع أن تتأثر جميع المناطق الأوروبية تقريباً سلباً ببعض تأثيرات تغيّر المناخ في المستقبل، ما يشكّل تحديّات أمام عدة قطاعات إقتصادية (ثقة عالية جداً).

في أوروبا الجنوبية، من المتوقع أن يؤدي تغيّر المناخ إلى تفاقم الظروف (درجات حرارة مرتفعة وجفاف) في منطقة تتأثر أصلاً بتقلبيّة المناخ. أما في أوروبا الشمالية فمن المتوقع أن يكون لتغيّر المناخ تأثيرات متفاوتة، تتضمن بعض الفوائد، لكن، فيما يستمر تغيّر المناخ، من المرجّح أن تتخطى نسبة التأثيرات السلبية نسبة الفوائد [١٢.٤].

سيكون على الزراعة أن تتكيّف مع الطلب المتزايد على مياه اريّ في أوروبا الجنوبية بسبب تغيّر المناخ (مثلاً: إزدياد الطلب على المياه من ٢% إلى ٤% لزراعة الذرة، ومن ٦% إلى ١٠% لزراعة البطاطا بحلول العام ٢٠٥٠) بالإضافة إلى المزيد من الحواجز الناتجة عن إزدياد نض النيترات المرتبط بالمحاصيل [١٢.٥.٧]. ومن المتوقع أن ينخفض الطلب على التدفئة في الشتاء وعلى التبريد في الصيف بسبب تغيّر المناخ: حول المتوسط، سيتراجع عدد الأسابيع التي تحتاج إلى التدفئة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لكن سيرتفع عدد الأسابيع التي تحتاج إلى التبريد أسبوعين حتى خمسة أسابيع بحلول العام ٢٠٥٠ [١٢.٤.٨]. من المرجّح أن يشهد الطلب الأقصى على الكهرباء نقلات في بعض المناطق، من الشتاء حتى الصيف [١٢.٤.٨]. كما ومن المرجّح أن تتراجع حركة السياحة حول المتوسط في الصيف وأن تزداد في الصيف والخريف. ومن المتوقع أن تواجه حركة السياحة الشتوية في المناطق الجبلية تراجعاً في الغطاء الثلجي (من المتوقع أن تتراجع مدة دوام الغطاء الثلجي لعدة أسابيع مع كل إرتفاع درجة مئوية واحدة في منطقة الألب) [١٢.٤.٩، ١٢.٤.١١].

من المرجّح أن يستفيد تكيّف تغيّر المناخ من التجارب المكتسبة من الأحداث المناخية المتطرفة، خاصة عن طريق تطبيق خطط تكيّف إدارة مخاطر تغيّر المناخ (ثقة عالية جداً).

خفّفت الحكومات بشكل كبير، منذ تقرير التقييم الثالث، عدد عمليات التعامل مع الأحداث المناخية المتطرفة. كما إنتقل التفكير الحالي، المتعلّق بتكيّف الأحداث المناخية المتطرفة، من الإرتياح التفاعلي مع الكارثة إلى إدارة فاعلة لها. والمثال على ذلك هو تطبيق أنظمة الإحترار المبكر لأمواج الحرّ في العديد من البلدان (برتغال وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وهنغاريا). [١٢.٦.١]. بالإضافة إلى ذلك، عالج العديد من الأعمال تغيّر المناخ على المدى الطويل. على سبيل المثال، تم تطوير خطط العمل الإقليمية كي تتكيّف مع تغيّر المناخ [١٢.٥] مع خطط محددة تم إدخالها على السياسات الأوروبية والإقليمية للزراعة والطاقة والأحراج والتنقل وسائر القطاعات. [١٢.٢.٣،١٢.٥.٢]. كما أمّنت الأبحاث رؤيةً جديدة لسياسات التكيّف (على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أنه من المرجّح أن يتم إستبدال المحاصيل التي أصبحت أقل قابلية للحياة إقتصادياً، من جرّاء تغيّر المناخ، بمحاصيل الطاقة الأحيائية). [١٢.٥.٧]

وعلى الرغم من إحتمال تنوّع فاعلية إجراءات التكيّف الكبير وملاءمتها، قامت بعض الحكومات والمؤسسات بإختبار مجموعة من الإجراءات بشكل منظّم ونقدي. وعلى سبيل المثال، يمكن لبعض الخزانات المستخدمة الآن في إجراء التكيّف لتقلبات التهاطل، أن تصبح غير مفيدة في المناطق حيث يتوقع أن تنخفض نسبة التهطال على المدى البعيد. [١٢.٤.١]. وتتنوع بشكل كبير مجموعة إمكانيات إدارة التعامل وتغيّر المناخ بين أنواع الغابات، كون بعض الأنواع تملك عدداً أكبر من الإمكانيات عن سواها. [١٢.٥.٥].