المناطق القطبية
تُظهر التأثيرات البيئية لتغيّر المناخ إختلافات كبيرة داخل المناطق القطبية وفي ما بينها (ثقة عالية جداً).
من المرجّح أن تفوق تأثيرات تغيّر المناخ في القطب الشمالي على مر المئة عام المقبلة التغيّرات المتوقعة في العديد من المناطق. إلا أن تعدّد الإستجابات في الأنظمة البشرية والأحيائية وواقع أنها تخضع للإجهادات المتعددة الإضافية يعني أنه من الصعب توقّع تأثيرات تغيّر المناخ على هذه الأنظمة. وبدت التغيّرات في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية وفي الجزر القطبية الجنوبية وفي المحيط الجنوبي سريعة، ومن المتوقع أن تكون كذلك في التأثيرات السلبية المستقبلية. ولا يعتبر البرهان المتعلّق بمجمل قارة القطب الجنوبي حاسماً ومن الصعب توقع التأثيرات المرجّحة. وفي المناطق القطبية، يصعب التخلّص من التأثيرات الإقتصادية بشكل خاص بسبب نقص في المعلومات المتوفّرة [١٥.٢.١، ١٥.٣.٢، ١٥.٣.٣].
يوجد برهان إضافي يتعلق بتأثيرات تغيّر المناخ على الأنظمة الإيكولوجية في المنطقتين القطبيتين (ثقة عالية).
برز تغيّر في تركيبة ومجموعة النباتات والحيوانات في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية وفي الجزر القطبية الجنوبية. وتم رصد إرتفاع في إخضرار أجزاء القطب الشمالي وإرتفاع في الإنتاج الأحيائي وتغيّر في مجموع الأنواع (تحوّلات من التندرة إلى أراضي الجنيبات)، مع بعض التغيّرات في الحدود الشمالية للأشجار وتغيّرات في مجموع بعض أنواع الحيوانات ووفرتها. في القطب الشمالي وفي القطب الجنوبي، تشير الدراسات إلى أن التغيّرات المماثلة في التنوع الأحيائي وفي إعادة تمركز مناطق النباتات سيستمر. وتحدث هجرة الأنواع بإتجاه القطبين، وسيستمر ذلك حتى تتغيّر تركيبة الأنواع ووفرتها في الأنظمة المائية والأرضية. وتتعلق سرعة التأثر بخسارة التنوع الأحيائي وإنتشار الأمراض التي تبعثها الحيوانات [١٥.٤.٢، ١٥.٤.٢، ١٥.٢.٢].
سيكون لإستمرار التغيّرات الهيدرولوجية على صعيد الكرايوسفير تأثيرات إقليمية كبيرة على المياه العذبة في القطب الشمالي والأنظمة النهرية والبحرية القريبة من الشاطئ (ثقة عالية).
تُظهر التغذية في الأنهار الأوراسية نحو المحيط الشمالي إرتفاعاً منذ العام ١٩٣٠، وهو يتناسب بشكل كبير مع إرتفاع التهطال، على الرغم من أن التغيّرات في عمليات الكرايوسفير (ذوبان الثلوج وذوبان التربة الصقيعية) تغيّر مسار التدفق وموسمه [١٥.٣.١، ١٥.٤.١].
أدّى تراجع الجليد البحري في القطب الشمالي على مر العقود الأخيرة إلى وصولٍ أفضلٍ إلى البحر وإلى تغيّرات في الإنتاج الأحيائي / الإيكولوجي الساحلي، فضلاً عن تأثيرات سلبية على ثدييات بحرية تعتمد على الجليد وعلى إرتفاع الموجة الساحلية (ثقة عالية).
سيؤدي إستمرار خسارة البحر الجليدي إلى فرص ومشاكل إقليمية؛ سيؤثر تراجع جليد المياه العذبة على إيكولوجيا الأنهار والبحيرات وعلى الإنتاج الأحيائي، وسيتطلب تغيّرات في التنقل الذي يعتمد على المياه. وبالنسبة إلى العديد من حاملي الأسهم، من الممكن أن تزداد الفوائد الإقتصادية إلا أنه من الممكن أن تتأثر بعض النشاطات والمعيشة بشكل سلبي [١٥ من الملخّص التنفيذي، ١٥.٤.٧، ١٥.٤.٣، ١٥.٤.١، ١٥.٤.١].
حول شبه جزيرة القطب الجنوبي، تم رصد تراجع جديد في وفرة الكريل يترافق مع إرتفاع في وفرة السالب يُعزى سببه إلى الإنخفاض الإقليمي في مدى وطول الجليد البحري (ثقة متوسطة).
إذا تم تسجيل تراجع في الجليد البحري، وتراجع أخر في الكريل، ترفع الحيوانات المفترسة المؤثرة السلسلة الغذائية [١٥.٢.٢، ١٥.٦.٣].
أثّر الإحترار في مناطق المحيطات القطبية الشمالية سلباً على تركيبة المجتمع وعلى الكتلة الأحيائية وعلى توزّع العوالق النباتية والعوالق الحيوانية (ثقة متوسطة).
سيكون تأثير التغيّرات الحالية والمستقبلية على الحيوانات المفترسة والأسماك وصيد الأسماك محدوداً ببعض المناطق مع تسجيل بعض التأثيرات الإيجابية والضارة [١٥.٢.٢].
يتكيّف عدد من المجتمعات البشرية مع تغيّر المناخ (ثقة عالية).
أظهر السكان الأصليون مرونةً مع التغيّرات في البيئة المحلية على مر مئات السنين. وتتكيّف بعض المجتمعات الأصلية من خلال التغيّرات في أنظمة إدارة الحياة البرية ونشاطات الصيد. إلا أن الإجهادات، بالإضافة إلى تغيّر المناخ والهجرة إلى المجتمعات البعيدة والصغيرة وإرتفاع الدخول في التوظيف الإقتصادي ووجود السكان الأصليين، ستواجه القدرة على التكيّف وإرتفاع سرعة التأثر. وتتعرض بعض الأنواع التقليدية إلى الخطر وتظهر الحاجة إلى إستثمارات أساسية للتكيّف أو لإعادة تمركز البنى والمجتمعات الفيزيائية [١٥.٤.٦، ١٥.٥، ١٥.٧].
وسيؤدي المناخ الأقل حدّة في المناطق الشمالية إلى فوائد إقتصادية بالنسبة إلى بعض المجتمعات (ثقة عالية جداً).
تعتمد الفوائد على الأوضاع المحلية الخاصة، إلا أنها تشهد في بعض الأماكن إنخفاضاً في تكاليف التسخين وإرتفاع الفرص الزراعية والحرجية وطرق بحرية شمالية صالحة للملاحة، فضلاً عن الوصول إلى الموارد عن طريق البحر [١٥.٤.٢].
ستؤدي تأثيرات تغيّر المناخ المستقبلي في المناطق القطبيّة إلى تغذيات مرتدّة سيكون لها نتائج هامة عالمياً خلال السنوات المئة المقبلة (ثقة عالية جداً).
سيستمر تناقص جليد الأرض بالتزامن مع إرتفاع مستوى سطح البحر العالمي. ومن الممكن أن يتأتّى تأثير هام من جرّاء إضعاف الدوران المدفوع بالتباين الحراري والملحي الناتج عن إزدياد واضح في تدفّق الأنهار في المحيط المتجمّد الشمالي ونتيجة إزدياد تدفق الماء العذب في شمال المحيط الأطلسي. وفي ظل تضاعف نسبة ثاني أكسيد الكربون، قد يزداد تدفق الأنهار في المحيط المتجمّد الشمالي بنسبة ٢٠%. وبذلك، سيتعرّض عدد أكبر من الأراضي الجرداء للإحترار في القطب الشمالي (أنظر الرسم ١٦ في الملخّص الفني) وفي شبه جزيرة أنتركتيكا التي سيتم إستعمارها بالنباتات. تتنبأ النماذج الحديثة بنقص في البياض بسبب خسارة الثلج وتغيّر النباتات، كما تتنبأ بأن تكون التندرا مصرفاً للكربون على الرغم من أن تزايد إنبعاثات الميثان من التربة الصقيعيّة الذائبة قد يؤدّي إلى إحترار المناخ [١٥.٤.١، ١٥.٤.٢].