IPCC Fourth Assessment Report: Climate Change 2007
تقرير الفريق العامل الثاني ‎‎-- التأثيرات والتكيّف وسرعة التأثّر

الملخّص الفني ٥.٤ آفاق حول تغيّر المناخ والإستدامة

إنّ سرعة التأثّر في المستقبل لا تعتمد على تغيّر المناخ فحسب ولكن على السبل إلى التنمية أيضاً.

لقد حصل تطوّر هام منذ إعداد تقرير التقييم الثالث، وهو إتمام دراسات التأثيرات لعدد من السبل في التنميّة، مع أخذ إسقاطات التغيّرات الإجتماعيّة والإقتصاديّة إلى جانب إسقاطات تغيّر المناخ بعين الإعتبار. وقد استندت الدراسات بمعظمها إلى خصائص السكّان وإلى مستويات الدخل المستقاة من سيناريوهات التقرير الخاص SRES [ ٢.٤].

تشير هذه الدراسات إلى أن إسقاطات تأثيرات تغيّر المناخ قد تتبدّل بشدّة بسبب السبل إلى التنميّة المزعومة. وعلى سبيل المثال، يمكن وجود إختلافات واسعة بين سكّان الأقاليم والدخل والتنميّة التكنولوجيّة في ظل السيناريوهات البديلة، وهذه الأمور غالباً ما تكون محدِّدة لمستوى سرعة التأثّر بتغيّر المناخ [٢.٤].

ولمزيد من الشرح, يشير الجدول ١٨ من الملخّص الفنّي إلى التقديرات الناتجة عن دراسة حديثة حول إسقاطات عدد السكّان المعرضين لخطر الفيضانات الساحليّة في كل عام، في ظل فرضيّات مختلفة للتنميّة الإقتصادية الإجتماعيّة. ويدلّ ذلك على أن عدد السكان المتأثرين المسقط هو أكبر بشكل ملحوظ في ظل سيناريو أ٢ للتنمية (المتميّز بدخل فردي منخفض وبنمو سكاني كبير) مما هو عليه في سيناريوهات التقرير الخاص SRES المستقبليّة الأخرى [الملخّص الفنّي ٢٠.٦].

الرسم 18

الرسم ١٨ من الملحق الفني. النتائج الصادرة عن دراسة حديثة حول ملايين الأشخاص في السنة المقدر تعرّضهم عالميّاً لخطر الفيضانات الساحليّة في ثمانينيات القرن. يدلّ اللّون الأزرق على عدد المعرّضين للخطر من دون إرتفاع مستوى سطح البحر، بينما يدلّ اللّون البنفسجي على عدد المعرّضين للخطر مع إرتفاع مستوى سطح البحر [الجدول ٦.٦].

سرعة التأثر بتغيّر المناخ ممكن أن تتفاقم بسبب وجود إجهادات أخرى

يمكن أن تزيد الإجهادات غير المناخيّة سرعة التأثر بالتغيّر المناخي من خلال تخفيض المرونة، كما يمكنها أن تقلّص القدرة على التكيّف بسبب إنتشار الموارد من أجل الإستجابة للإحتياجات التنافسيّة. وعلى سبيل المثال، تشمل الإجهادات الحاليّة على بعض الشُعب المرجانيّة التلوّث البحري والإنتفاء الكيميائي الناتج عن الزراعة، كما تضمّ إرتفاع درجة حرارة الماء وتحمّض المحيطات. وتواجه المناطق السريعة التأثّر عدة إجهادات تؤثر على تعرّضها وعلى حساسيّتها وعلى قدرتها على التكيّف. وعلى سبيل المثال، تنتج هذه الإجهادات من الكوارث المناخيّة الحاليّة ومن الفقر ومن النفاذ غير المتساوي إلى الموارد ومن إنعدام الأمن الغذائي ومن التوجّهات في العولمة الإقتصاديّة والنزاعات وإنتشار أوبئة مثل نقص المناعة المكتسبة / الإيدز [٧.٤، ٨.٣، ١٧.٣، ٢٠.٣].

ومن الممكن أن ينتج تغيّر المناخ بحد ذاته مجموعة من الإجهادات المختلفة في بعض المناطق لأن المظاهر الفيزيائيّة لتغيّر المناخ مختلفة جداً [٩.٤.٨]. على سبيل المثال، يؤدي إزدياد الأمطار المتقلّبة إلى جفاف أكثر وإلى تواتر أكثر لفترات الأمطار الغزيرة, في حين يمكن أن يؤدي إرتفاع مستوى سطح البحر إلى فيضانات ساحليّة في المناطق التي خبرت سابقاً عدة عواصف ريحيّة. في هذه الحالات، تفوق سرعة التأثر الإجماليّة بتغيّر المناخ مجوع سرعات التأثر بالتأثيرات المحدّدة المنظور إليها كل واحدة على حدة (ثقة عالية جداً) [ ٢٠.٧.٢].

سيعوق تغيّر المناخ بشدّة قدرات الدّول على تحقيق السبل إلى التنمية المستدامة مثلما يتم قياسها، وعلى سبيل المثال، التقدّم على المدى البعيد نحو تحقيق أهداف التنميّة للألفيّة.

بالإستناد إلى تقرير التقييم الثالث, إعتمد هذا التقرير تعريف لجنة برونثلاند حول التنميّة المستدامة، «وهي التنميّة التي تؤمّن إحتياجات الحاضر من دون تعريض قدرة أجيال المستقبل على تأمين إحتياجاتهم للخطر»، ومن المحتمل أن يصّعب تغيّر المناخ التنميّة المستدامة في القسم الثاني من القرن، وخاصةً قياساً على التقدّم نحو تحقيق أهداف التنميّة للألفيّة في منتصف القرن. وسيقوّض تغيّر المناخ قدرات الدول على تحقيق الأهداف التي تقاس بتقليص الفقر، أي، بكلام أخر، بتعزيز الإنصاف مع حلول العام ٢٠٥٠ في أفريقيا وأجزاء من آسيا على وجه الخصوص (ثقة عالية جداً) [٢٠.٧.١].

وعلى الرّغم من وجود بعض الحالات حيث تداخلت الظواهر المتطرّفة المرتبطة بالمناخ بشدّة مع التنميّة الإقتصاديّة, من المستبعد أن يشكّل التغيّر المناخي الناتج عن مصادر أنتروبوجينيّة بحد ذاته عائقاً إضافيّاً هاماً أمام معظم الدول التي تحقّق أهداف التنميّة للألفيّة في العام ٢٠١٥. ولا يزال هناك العديد من الحواجز ذات التأثير الفوري التي تعترض الطريق [٢٠.٧.١].

تستطيع التنميّة المستدامة تقليص سرعة التأثر بتغيّر المناخ من خلال تشجيع التكيّف وتعزيز القدرة على التكيّف وزيادة المرونة (ثقة عالية جداً) [٢٠.٣.٣]. ومن جهة أخرى, يستطيع تغيّر المناخ أن يبطّئ التقدّم نحو التنميّة المستدامة إمّا بطريقة مباشرة من خلال إزدياد التعرّض للتأثير الضار أو بطريقة غير مباشرة من خلال تآكل القدرة على التكيّف. ويتم إظهار هذه النقطة بوضوح في أجزاء الأقسام الإقليميّة والقطاعيّة من التقرير الذي يناقش مضاعفات التنميّة المستدامة [أنظر الجزء ٧ من الأقسام ٣ إلى ٨ والقسم ٢٠.٣ والقسم ٢٠.٧]. في الوقت الراهن, تتضمّن مخطّطات قليلة لتعزيز الإستدامة، بشكل صريح، التكيّف مع تأثيرات تغيّر المناخ أو تعزيز القدرة على التكيّف [٢٠.٣].

يمكن أن تؤدّي التنميّة المستدامة إلى خفض سرعة التأثّر بتغيّر المناخ.

تجمع أهداف ومحدِّدات مشتركة بين الجهود للتغلّب على تأثيرات تغيّر المناخ وبين محاولات تعزيز التنميّة المستدامة وهي تشمل النفاذ إلى الموارد (بما فيها المعلومات والتكنولوجيا) والإنصاف في توزيع الموارد ومخزون الرأسمال البشري والإجتماعي والنفاذ إلى آليات تشارك المخاطر وآليات دعم القرار من أجل التغلّب على عدم اليقين. وعلى الرّغم من ذلك، تقوّض بعض نشاطات التنميّة سرعة التأثر المتعلّقة بالمناخ (ثقة عالية جداً).

ومن الممكن أن يتم استغلال الترابطات الهامّة من أجل التقريب بين تغيّر المناخ ومجتمع التنميّة وبين مسائل التنميّة الحسّاسة ومجتمع تغيّر المناخ [٢٠.٣.٣، ٢٠.٨.٢، ٢٠.٨.٣]. ويمكن أن يشكّل التعاون الفاعل في التجميع والتقييم والنشاط, وسائل هامة بالنسبّة إلى التقرير التشاركي وفي الحكم، بالإضافة إلى تحديد المناطق المنتجة من أجل مبادرات التعلّم المشترك [٢٠.٣.٣، ٢٠.٨.٢، ٢٠.٨.٣]. وعلى الرغم من هذه الترابطات, فقد شمل عدد قليل من النقاشات حول تعزيز الإستدامة، بوضوح، التكيّف مع تأثيرات المناخ وتخفيض خطر الكوارث و/أو تعزيز القدرة على التكيّف [الفقرات ٢٠.٤ و ٢٠.٥ و٢٠.٨.٣]. ونادراً ما اشتملت النقاشات حول تعزيز التنميّة وتحسين النّوعيّة البيئيّة, التكيّف مع تأثيرات المناخ و/أو تعزيز القدرة على التكيّف بشكل صريح [٢٠.٨.٣ ]. أمّا معظم العلماء والمختصين في التنميّة الذين يعترفون بأنّ تغيّر المناخ يشكّل مسألة هامة على الصعيد المحلّي والوطني والإقليمي و/أو العالمي فيركّزون إهتمامهم حصريّاً على التخفيف [الفقرات ٢٠.٤، ٢٠.٨.٣].

وستكون الترابطات بين قياسات التكيّف والتخفيف فاعلة خلال منتصف هذا القرن، في حين أنّه من الممكن حتّى إفشال المزج بين تخفيف حادّ وبين استغلال هام للقدرة على التكيّف في نهاية القرن بالتزامن مع سيناريو محتمل للتنمية.

ويلحظ الجدولان ٣ و٤ من الملخّص الفنّي التأثيرات الرئيسيّة على القطاعات الأساسيّة حول العالم مقابل إرتفاع الحرارة التي تمّ قياسها في الفترة الممتدّة ما بين الأعوام ١٩٨٠ و١٩٩٩. وهناك ثقة عالية جداً بأنّه من المستحيل ضمان تجنّب أي عتبة حرارة مرتبطة بأي حكم شخصي على ما يمكن أن يشكّل تغيّراً مناخيّاً «خطيراً» من خلال أي شيء, ما عدا تدخّلات التخفيف الأكثر صرامة.

مثلما يشير الرسم ١٩ في الملحق الفنّي, يمكن للبلدان الناميّة على وجه الخصوص أن تستفيد في منتصف القرن من جهود التخفيف العالميّة المعدّة بغية تغطية تركيزات غاز الدفيئة بنسبة ٥٥٠ جزءاً في المليون على سبيل المثال, وذلك بصرف النظر عمّا إذا كانت حساسيّة المناخ عالية أو منخفضة، وعلى وجه الخصوص عندما يتمّ دمجها مع التكيّف المعزّز. كما أنه من المحتمل أن تحصد الدول المتطوّرة أرباحاً هامة من خلال حافظة تدخّل التكيّف-التخفيف، خاصةً في ما يخص حساسيّات المناخ المرتفعة في الأقاليم والقطاعات التي تظهر فيها إشارات تدلّ على سرعة تأثّرها. ويمكن أن يحدث تغيّر المناخ في العام ٢١٠٠ سرعة تأثّر حول العالم حتى ولو تمّ تطبيق تخفيف حادّ بالتزامن مع قدرات على التكيّف معزّزة [٢٠.٧.٣].

الرسم 19

الرسم ١٩ من الملخّص الفنّي. التوزيع الجغرافي لسرعة التأثّر في العام ٢٠٥٠، مع ومن دون التخفيف، بالتزامن مع إصدارات سيناريو الإنبعاثات في التقرير الخاص أ٢، مع حساسيّة مناخيّة تبلغ ٥٫٥ درجة مئويّة. يشير الرسم (أ) إلى سرعة التأثّر بالإضافة إلى تمثيل إحصائي للقدرة على التكيّف الحاليّة. ويدلّ الرسم (ب) على سرعة التأثّر بالإضافة إلى القدرة على التكيّف المعزّزة حول العالم. ويشرح الرسم (ج) المضاعفات الجغرافيّة للتخفيف الموضوعة من أجل تغطية تركيزات غازات الدفيئة بنسبة ٥٥٠ جزءاً في المليون الفاعلة في الغلاف الجوّي. يقدّم الرسم (د) توضيحاً حول التأثيرات المكمّلة الممزوجة للتخفيف بنسبة ٥٥٠ جزءاً في المليون بحسب الحجم للحد من التركيز والقدرة على التكيّف المعزّزة [الرسم ٢٠.٦].