١ المقدمة

بنية التقرير ومسبباته ودور القضايا المتداخلة والأساسية

يكمن هدف التقرير الأساسي في تقييم خيارات تخفيف تغيّرالمناخ. كما يفصّل التقرير كل ما يربط تغيّر المناخ بقضايا التنمية، ويحدد نقاط التعزيز المتبادلة بين تغيّر المناخ والتنمية المستدامة.

تختلف إحتياجات التنمية الإقتصادية والموارد الطبيعية والقدرات التخفيفية والتكيّفية بحسب المناطق. ما من مقاربة واحدة لمشكلة تغيّر المناخ، بل يجب أن تأتي الحلول تبعاً للمناطق كي تعكس الأوضاع الإجتماعية – الإقتصادية المختلفة من جهة، والإختلاف الجغرافي إلى حد ما من جهة أخرى. على الرغم من شموليته، يحاول التقرير التمييز في تقييم مختلف الوقائع العلمية والتقنية في المناطق المختلفة.

نظراً لشدّة إختلاف خيارات التخفيف بين القطاعات الإقتصادية المختلفة، تم إستعمال تلك القطاعات في سبيل تنظيم المواد الخاصة بخيارات التخفيف في الأمدَين القصير والمتوسط. بعكس ما جاء في تقرير التقييم الثالث، تتم مناقشة أشكال خيارات التخفيف القطاعي كافةً، كالتكنولوجيا والكلفة والسياسات إلخ.، معاًً، كي توفّر للمستخدم نقاشاً شاملاً في خيارات التخفيف القطاعي.

تالياً، يتضمن التقرير أربعة أجزاء. يحتوي الجزء أ (الفصلان١و٢) على المقدمة، ويحدّد أطر وضع التخفيف من تغيّر المناخ في سياق السياسات وصنع القرارات. يقدّم مفاهيم هامة (مثل المخاطر وعدم اليقين وعلاقات التخفيف والتكيّف وأشكال التوزيع والإنصاف والإندماج الإقليمي)، كما يحدّد المصطلحات الهامة الواردة في التقرير. بالنسبة إلى الجزء ب ( الفصل ٣)، فهو يقيّم أهداف التثبيت الطويل الأمد وكيفية تحقيقها وكلفتها، وذلك عبر التمعّن في سيناريوهات التخفيف في مجالات أهداف التثبيت. كما تتم مناقشة العلاقة بين التكيّف والتخفيف من تغيّر المناخ وتلافي الأضرار الناجمة عنه في ضوء صنع القرارات الخاصة بالتثبيت (المادة ٢ من إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ UNFCCC). أما الجزء ج (الفصل ٤-١٠) فيصف بشكل تفصيلي مختلف القطاعات المسؤولة عن إنبعاثات غازات الدفيئة (GHG)، وخيارات التخفيف على الأمدَين القصير والمتوسط، وتكاليف تلك القطاعات، والسياسات الهادفة إلى تحقيق التخفيف وما يعيقها، بالإضافة إلى العلاقة مع التكيّف وسياسات أخرى تؤثر على إنبعاثات غازات الدفيئة.

يقيّم الجزء د (الفصل ١١-١٣) المسائل المشتركة بين القطاعات والتنمية المستدامة والصعيدين الوطني والدولي. يُعنى الفصل ١١ بإمكانية التخفيف الإجمالية والآثار الإقتصادية الكليّة وتطوير التكنولوجيا ونقلها وأوجه التآزر والتنازلات المتبادلة مع سياسات أخرى والتأثيرات العابرة للحدود (أو الآثار غير المباشرة). يربط الفصل ١٢ التخفيف من تغيّر المناخ بالتنمية المستدامة ويقيّم الفصل ١٣ السياسات المناخية المحلية وأشكال التعاون الدولي المختلفة. يضم الملخّص الفني الفصلَ ١٤ الإضافي الذي يتناول الثغرات في المعرفة.