التغيير التكنولوجي عبر القطاعات
برز تطور هام منذ تقرير التقييم الثالث وهو إدخال التغيّر التكنولوجي المحلي في العديد من النماذج من الأعلى إلى الأسفل. إن دراسات النمذجة التي تستخدم مقاربات مختلفة تعتبر أن السماح بالتغيير التكنولوجي المحلي يمكنه أن يفضي إلى تخفيضات جوهرية في أسعار الكربون كما في تكاليف إجمالي الناتج المحلي، مقارنةً بمعظم النماذج المستخدمة في زمن تقرير التقييم الثالث (عندما اعتُبر أن التغيير التكنولوجي مضمون في خط الأساس ومستقل إلى حد بعيد عن سياسات التخفيف وأنشطته). تُظهر الدراسات المفتقدة إلى التغيير التكنولوجي الجديد أن أسعار الكربون المرتفعة إلى ٢٠ - ٨٠ دولاراً أميركياً مقابل كل طن من ثاني أكسيد الكربون المكافئ بحلول العام ٢٠٣٠، وإلى ٣٠ - ١٥٥ دولاراً أميركياً مقابل كل طن من ثاني أكسيد الكربون المكافئ بحلول العام ٢٠٥٠، تتوافق مع التثبيت على حوالي ٥٥٠ جزءاً في المليون من ثاني أكسيد الكربون المكافئ بحلول العام ٢٠١٠. لمستوى التثبيت نفسه، إن الدراسات منذ تقرير التقييم الثالث التي تأخذ التغيير التكنولوجي الجديد بعين الإعتبار، تخفّض نطاقات الأسعار إلى ٥ - ٦٥ دولاراً أميركياً مقابل كل طن من ثاني أكسيد الكربون المكافئ بحلول العام ٢٠٣٠ وإلى ١٥ - ١٣٠ دولاراً أميركياً مقابل كل طن من ثاني أكسيد الكربون المكافئ بحلول العام ٢٠٥٠. إن الحدّ الذي تنخفض إليه الأسعار يتوقف بشكل كبير على الإفتراضات حول العائدات من نفقات الأبحاث والتنمية لتخفيضات تغيّر المناخ، والتأثيرات غير المباشرة بين القطاعات والمناطق، والتخلّص من الأبحاث والتنمية الأخرى؛ بالإضافةً إلى معدّلات التعلّم في النماذج المشتملة على التعلّم بواسطة الفعل (توافق عالٍ، أدلة كثيرة) [١١.٥].
إن التحوّلات التكنولوجية الهامة، مثل إلتقاط الكربون وتخزينه، والتجددات المتقدّمة، والنووي والهيدروجين المطوّرين، تستلزم فترة إنتقال طويلة، فيما تتكدّس المعرفة عبر الفعل وتتوسّع الأسواق. بالتالي، من شأن تحسين فاعلية الإستخدام النهائي تقديم فرص أكثر أهمية على المدى القصير. يتظهّر ذلك في الحصة الكبيرة نسبياً لقطاع المباني والصناعة في إمكانيات العام ٢٠٣٠ (جدول ١٧ في الملخّص الفني). يمكن الخيارات والقطاعات الأخرى أن تؤدّي دوراً أكثر أهميّة في النصف الثاني من القرن (أنظر الفصل ٣) (توافق عالٍ، أدلة كثيرة) [١١.٦].