١١ التخفيف من منظار عابر للقطاعات

خيارات التخفيف عبر القطاعات

بينما تتعلّق معظم الخيارات التكنولوجية والسلوكية والسياسية المذكورة في الفصول ٤-١٠، بقطاعات خاصة، تعبر بعض التكنولوجيات والسياسات العديد من القطاعات، كإستخدام الكتلة الأحيائية والإنتقال من الوقود العالي الكربون إلى مبدأ «الغاز المؤثّر على الطاقة» في الإمدادات والنقل والصناعة والأبنية. وإلى جانب إمكانيات إستخدام التكنولوجيات العامة، تشير تلك الأمثلة كذلك إلى إمكانية التنافس على الموارد، كالتمويل ودعم البحث والتطوير [١١.٢.١].

وتكمن صعوبة التجميع من الأسفل إلى الأعلى لإمكانيات التخفيف في كل قطاع، في التفاعلات والآثار العرضية بين القطاعات مع الوقت وعبر المناطق والأسواق. وتم إستخدام سلسلات من الإجراءات الرسمية لإلغاء إمكانية العدّ المزدوج، مثل الحدّ من القدرة المطلوبة في قطاع الطاقة إثر إدخار الطاقة في قطاعي الصناعة والمباني. وتظهر الحاجة إذاً إلى دمج إمكانيات القطاعات من أجل تجميع التقاييم القطاعية في الفصول ٤-١٠. ويتأثر عدم اليقين في النتائج بمسائل المقارنة بين حسابات القطاعات والإختلاف في التغطية في ما بينها (مثلاً، قطاع النقل) والتجميع بحد ذاته، حيث لا يؤخذ إلا بالتفاعلات القطاعية الأهم والمباشرة [١١.٣.١].

وتم الحصول على التقديرات من الأعلى إلى الأسفل من سيناريوهات التثبيت، أي التوجّه نحو تثبيت طويل الأمد لتركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي [٣.٦].

يشير الرسمان ٢٦ و٢٧ في الملخّص الفني إلى تشديد التقاييم القطاعية على إمكانيات الفرص من دون ندم في العديد من القطاعات، مع تقدير من الأسفل إلى الأعلى لكافة القطاعات بحلول العام ٢٠٣٠ بحوالي ٦ جيغا طن من ثاني أكسيد الكربون المكافئ بتكاليف سلبية، أي صافي المنافع. وتأتي شريحة كبيرة من الخيارات من دون ندم في قطاع المباني. أما مجموع الخيارات المتدنية الكلفة من الأسفل إلى الأعلى (خيارات من دون ندم وخيارات أخرى بكلفة أقل من ٢٠ دولاراً أميركياً / طن من ثاني أكسيد الكربون المكافئ) فيبلغ حوالي ١٣ جيغا طن من ثاني أكسيد الكربون المكافئ (تتم في ما يلي مناقشة النطاقات). وهناك إمكانيات إضافية من الأسفل إلى الأعلى بحوالي ٦-٤ جيغا طن من ثاني أكسيد الكربون المكافئ بكلفة إضافية أقل من ٥٠ - ١٠٠ دولار أميركي / طن من ثاني أكسيد الكربون المكافئ على التوالي (توافق متوسط، أدلة متوسطة) [١١.٣.١].

وإلى جانب الخصائص المذكورة أعلاه، تملك التقديرات خصائص أخرى. أولاً، في التقديرات من الأسفل إلى الأعلى، تُستثنى مجموعة من خيارات الحدّ من الإنبعاثات، معظمها للتوليد المشترك، وأجزاء من خيارات قطاع النقل والخيارات غير الفنية كالتغييرات في السلوك، وذلك لأن الكتابات المتوفّرة لا تسمح بإجراء تقييم يُستند عليه. لذا، يُقدّر أنه تم التقليل من تقدير الخيارات من الأسفل إلى الأعلى بنسبة ١٠% - ١٥%. ثانياً، تعرض الفصول عدداً من المسائل الحسّاسة التي لم يتمّ تحديدها كمياً حتى الآن، وتتعلّق بأسعار الطاقة ومعدلات الخصم وإرتفاع النتائج الإقليمية في خيارات الزراعة والحراجة. ثالثاً، تقل التقديرات في العديد من الدول التي يمرّ إقتصادها بمرحلة إنتقالية، وفي منطقة عدد كبير من دولها ليس من منظمة التعاون والتنمية في الميدان الإقتصادي أو يمرّ إقتصاده بمرحلة إنتقالية [١١.٣.١].

بفضل توفّر معلومات أكثر في الكتابات الأخيرة، نجد أن تقديرات الإمكانيات بأسعار كربون أقل من ٢٠ دولاراً أميركياً / طن من ثاني أكسيد الكربون المكافئ هي أدنى من تقديرات تقرير التقييم الثالث من الأسفل إلى الأعلى التي تم تقييمها لأسعار كربون أقل من ٢٧ دولاراً أميركياً / طن من ثاني أكسيد الكربون المكافئ (توافق عالٍ، أدلة وافية).

يشير الجدولان ١٦ و١٧ في الملخّص الفني إلى أنه تمكن المقارنة بين مجمل الإمكانيات من الأسفل إلى الأعلى وبين نتائج العام ٢٠٣٠ من نماذج الأعلى إلى الأسفل، كما جاء في الفصل ٣.

الرسم ٢٦ أ في الملخّص الفني: إمكانية التخفيف العالمية الإقتصادية في العام ٢٠٣٠ مقدّرة بالإستناد إلى دراسات من الأسفل إلى الأعلى. بيانات من الجدول ١٥ في الملخّص الفني[الرسم ١١.٣].

الرسم ٢٦ ب في الملخّص الفني: إمكانية التخفيف العالمية الإقتصادية في العام ٢٠٣٠ مقدّرة بالإستناد إلى دراسات من الأعلى إلى الأسفل. بيانات من الجدول ١٥ في الملخّص الفني [الرسم ١١.٣].

أما على مستوى القطاعات فالإختلافات تتوسّع بين النتائج من الأعلى إلى الأسفل ومن الأسفل إلى الأعلى، ويعود سبب ذلك بشكل أساسي إلى إختلاف التحديدات المتعلّقة بالقطاع في النماذج من الأعلى إلى الأسفل عن التقاييم من الأسفل إلى الأعلى (الجدول ١٧ في الملخّص الفني). ورغم الإختلاف البسيط المفترض في خطوط الأساس بين التقييم من الأعلى إلى الأسفل ومن الأسفل إلى الأعلى، تتقارب النتائج كفاية لتأمين تقدير قوي لمجمل إمكانية التخفيف الإقتصادية بحلول العام ٢٠٣٠. وتساوي إمكانية التخفيف بأسعار كربون أقل من ١٠٠ دولار أميركي / طن من ثاني أكسيد الكربون المكافئ حوالي ٢٥% - ٥٠% من إنبعاثات خط الأساس للعام ٢٠٣٠ (توافق عالٍ، أدلة وافية).

يشير الجدول ١٧ في الملخّص الفني إلى أنه في كل تحليل^[١٨] لنقطة إنبعاث يكمن جزء كبير من تخفيف الإمكانيات على المدى الطويل في قطاع الإمداد بالطاقة. لكن، لتحليل قطاع الإستخدام النهائي كما في نتائج الرسم ٢٧ في الملخّص الفني، تكمن الإمكانيات العليا في قطاعي البناء والزراعة. بالنسبة إلى الزراعة والغابات، إن التقديرات من الالأعلى إلى الالأسفل هي أكثر إنخفاضاً من الدراسات من الالأسفل إلى الالأعلى. ويعود السبب إلى أن هذه القطاعات لا تغطّيها إجمالاً النماذج من الالأعلى إلى الالأسفل بشكل جيّد. أما تقديرات النماذج من الأعلى إلى الأسفل للإمداد بالطاقة والصناعة فهي عادةً أكثر إرتفاعاً من التقويمات من الأسفل إلى الأعلى (توافق عالٍ، أدلة متوسطة) [١١.٣.١].

الرسم ٢٧ في الملخّص الفني: الإمكانية الإقتصادية القطاعية المقدّرة للتخفيف العالمي بالنسبة إلى مناطق مختلفة، مرتبطةً بسعر الكربون في العام ٢٠٣٠، بناءً على الدراسات من الأسفل إلى الأعلى، وبالمقارنة مع خطوط الأساس ذات الصلة المقدّرة في تقاييم القطاعات. تجدون شرحاً كاملاً للنتائج المشار إليها في الرسم في الفقرة ١١.٣.

ملاحظات:

١. تظهر الخطوط العمودية نطاقات إمكانيات الإقتصاد الشامل مثلما هي مقدّرة في كل قطاع. تستند هذه النطاقات إلى تخصيصات الإنبعاثات للإستخدام النهائي، أي أن إنبعاثات الإستخدام الكهربائي محسوبة ضمن قطاعات الإستخدام النهائي وليس ضمن قطاع الإمداد بالطاقة.

٢. إصطدمت الإمكانيات المقدّرة بحدود توفّر الدراسات، خاصةً على مستويات أسعار الكربون المرتفعة.

٣. إستخدمت القطاعات خطوط أساس مختلفة. في الصناعة، تمّ إعتماد التقرير الخاص عن سيناريوهات الإنبعاثات ب٢، وفي الإمداد بالطاقة وفي النقل تمّ إعتماد آفاق الإقتصاد العالمي للعام ٢٠٠٤ كخط أساس. أما قطاع البناء فيرتكز على خط أساس ما بين التقرير الخاص عن سيناريوهات الإنبعاثات ب٢ وأ١ب؛ في ما يختص بالنفايات، إستُخدمت القوى المحرّكة للتقرير الخاص عن سيناريوهات الإنبعاثات أ١ب لوضع خط أساس خاص بالنفايات، فيما إستخدمت الزراعة والغابات خطوط أساس غالباً ما إرتكزت على القوى المحرّكة ب٢.

٤. يظهر المجموع العالمي للنقل فقط لأنه يتضمن الطيران الدولي [٥.٤].

٥. إن الفئات المستثناة هي التالية: الإنبعاثات من غير ثاني أكسيد الكربون في المباني والنقل، جزء من خيارات الكفاءة المادّية، إنتاج التدفئة والتوليد المشترك في الإمداد بالطاقة، مركبات المهمات الصعبة، الشحن ونقل الركاب الكثير الإنشغال، معظم الخيارات العالية الكلفة للمباني، معالجة المياه العادمة، الحدّ من إنبعاثات مناجم الفحم وأنابيب الغاز، الغازات المفلورة من الإمداد بالطاقة والنقل. إن التقليل من قيمة مجمل الإمكانيات الإقتصادية لهذه الإنبعاثات يصل إلى ١٠% - ١٥%.

بحلول العام ٢٠٣٠، ستكون خيارات الطاقة الأحيائية هامة للغاية في العديد من القطاعات، مع قدرات هائلة لنمو جوهري، رغم عدم توفّر دراسات كاملة متكاملة حول موازين العرض والطلب. إن الشروط المسبقة الأساسية لإسهامات مماثلة هي تنمية قدرة الكتلة الأحيائية (محاصيل الطاقة) بالتوازن مع الإستثمارات في الممارسات الزراعية، والقدرة اللوجستية والأسواق، يرافقها تسويق إنتاج الوقود الأحيائي من الجيل الثاني. بإمكان إنتاج الكتلة الأحيائية المستدام وإستخدامها، التأكيد على أن المسائل المتعلّقة بالتنافس من أجل الأرض والطعام والموارد المائية والتنوّع الأحيائي والتأثيرات الإجتماعية الإقتصادية، لا تشكل عقبات (توافق عالٍ، أدلة محدودة) [١١.٣.١.٤].

بمعزل عن خيارات التخفيف المذكورة في الفصول القطاعية، تم إقتراح حلول جغرافية هندسية لآثار الدفيئة المتعاظمة. لكن خيارات إزالة ثاني أكسيد الكربون مباشرة من الهواء، مثلاً عبر التخصيب الحديدي للمحيطات، أو الحدّ من أشعّة الشمس، تبقى تحزّرية إلى حد كبير ومن الممكن أن تشكل خطراً تنجم عنه آثار جانبية مجهولة. إن الحدّ من أشعة الشمس لا يؤثّر على التصعيد المتوقع في مستويات ثاني أكسيد الكربون الجوي، لكن يمكن أن يقلل من الإحترار المرافق لها أو يزيله. بإمكان إنقطاع الصلة بين تركيز ثاني أكسيد الكربون والحرارة الشاملة أن يؤدّي إلى نتائج مفيدة، على غرار زيادة الإنتاجية في الزراعة والغابات (طالما إن تخصيب ثاني أكسيد الكربون فاعل)، لكن هذا لا يخفض الآثار الأخرى أو يعالجها على مثال تفاقم تحمّض المحيطات. لم تُنشر تقديرات تكاليف هذه الخيارات بالتفصيل كما أنها تفتقد إلى إطار مؤسساتي واضح للتطبيق (توافق متوسط، أدلة محدودة) [١١.٢.٢].