الفوائد المشتركة لسياسات تخفيف غازات الدفيئة

تدرّ بعض الممارسات الزراعية نتائج «يربح فيها الجميع»، لكن ينطوي معظمها على تنازلات متبادلة. فالنظم الإيكولوجية الزراعية بحدّ ذاتها معقّدة. وقد تتفاوت الفوائد المشتركة والتنازلات المتبادلة في ممارسة من الممارسات الزراعية من مكان إلى آخر بسبب إختلاف المناخ أو الترب أو طرق الممارسة المعتمدة (توافق عالٍ، أدلة متوسطة).

وفي أثناء إنتاج الطاقة الأحيائية مثلاً، إذا كانت المواد الأولية مكوَّنة من مخلّفات المحاصيل، فإن مواد التربة العضوية قد تستنفد نظراً لرجوع كمية قليلة من الكربون، فتنخفض جودة التربة تالياً؛ وبعكس ذلك، إذا كانت المواد الأولية من المحاصيل الجذرية السميكة والمعمّرة، فإن مواد التربة العضوية قد تتجدد، فتتحسن تالياً جودة التربة.

ويبيّن العديد من أنشطة التخفيف الزراعية تآزراً مع أهداف الإستدامة. ويبدو أن السياسات التي تشجّع الإستخدام الفاعل للأسمدة والحفاظ على كربون التربة ودعم الإنتاج الزراعي، تتمتع بأوجه تآزر أكثر مع التنمية المستدامة (توافق عالٍ، أدلة متوسطة).

كما أن إرتفاع كربون التربة، مثلاً، قد يحسّن الأمن الغذائي والعائدات الإقتصادية. أما خيارات التخفيف الأخرى فقليلة الآثار على التنمية المستدامة. على سبيل المثال، يمكن أن يحسّن إستخدام بعض التعديلات العضوية حجز الكربون، غير أن الآثار على جودة المياه قد تتغير تبعاً للتعديل. وغالباً ما تتحقق الفوائد المشتركة عن طريق تحسين الكفاءة وخفض الكلفة والفوائد المشتركة للبيئة. وترتبط التنازلات المتبادلة بالتنافس على الأراضي وتخفيض الإنتاجية الزراعية والإجهاد البيئي (توافق متوسط، أدلة محدودة) [٨.٤.٥].